على غرار رأس الحكمة.. مصر تعتزم طرح 5 مناطق بالبحر الأحمر.. ومستثمرون يعلقون

منذ 1 شهر 52

 القاهرة، مصر (CNN)--  أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، الأربعاء،  عن اعتزام الحكومة طرح 5 مناطق على ساحل البحر الأحمر على المستثمرين لإنشاء مدن تنموية متكاملة تضم مطار ومارينا وميناء للسياحة الدولية، على غرار صفقة رأس الحكمة. 

وستكون من بين هذه المناطق منطقة رأس بناس، التي تصنف كواحدة من أكبر مناطق تجمع الشعب المرجانية في العالم. 

وأكد مستثمرون، ثقتهم في إقبال الشركات المصرية والخليجية على المنافسة على هذه الفرص الاستثمارية في ظل ما تتمتع به من مقومات تنافسية وعائد ضخم.

ووقعت مصر، في فبراير/ شباط، صفقة تطوير مدينة رأس الحكمة مع شركة أبوظبي التنموية القابضة الإماراتية، مقابل 35 مليار دولار موزعة ما بين 24 مليار دولار سيولة دولارية مباشرة، بالإضافة إلى 11 مليار دولار كودائع مستحقة للإمارات بالبنك المركزي المصري يتم تحويلها بالجنيه لاستخدامها في تنمية المشروع، وفق تقرير رسمي.

وساعدت صفقة رأس الحكمة بشكل كبير في حل أزمة نقص النقد الأجنبي في مصر، إذ ساهمت التدفقات الدولارية في اتخاذ البنك المركزي قرارا بتحرير سعر صرف الجنيه أمام العملات الأجنبية، وتوصل الحكومة لاتفاق مع صندوق النقد الدولي لاستئناف صرف شرائح قرض الصندوق مع زيادة قيمته من 3 إلى 8 مليارات دولار، علاوة على تلقيها منحا ومساعدات من دول عربية وأوروبية.

وقال عضو جمعية الاستثمار السياحي بالبحر الأحمر إيهاب شكري إن طرح 5 مناطق على ساحل البحر الأحمر للتنمية المتكاملة على المستثمرين، إشارة على اهتمام الدولة بملف التنمية السياحية خلال الفترة المقبلة، بهدف جذب استثمارات أجنبية ضخمة للقطاع مما ينعكس على نمو أعداد السياحة الوافدة، وبالتالي زيادة تدفقات النقد الأجنبي، وتوفير المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

واستقبلت مصر أعلى عدد من السياح في تاريخها خلال النصف الأول من العام الجاري وبلغوا 7.069 مليون سائح، وحققت السياحة إيرادات قياسية بلغت 6.6 مليار دولار، وفق بيانات رسمية.

وأوضح شكري، في تصريحات لـ CNN بالعربية، انعكاس تنمية مناطق جديدة بالبحر الأحمر على زيادة أعداد السياحة الوافدة، إذ يرى أن إنشاء وجهات سياحية جديدة على ساحل البحر الأحمر خاصة في المناطق التي تتمتع بمقومات طبيعية جذابة مثل رأس بناس والتي تمتلك واحدة من أكبر تجمعات الشعب المرجانية في العالم، "سوف ينعكس على استقطاب شريحة جديدة من السياح من مختلف دول العالم، ويعزز من تنافسية المقصد السياحي المصري مقارنة بالأسواق المجاورة".

وتستهدف مصر استقبال 30 مليون سائح بحلول 2028، وفي سبيل ذلك تسعى لزيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر، وتحسين التجربة السياحية ورفع جودة الخدمات المقدمة، وتحسين مناخ الاستثمار لزيادة الطاقة الفندقية.

وأكد إيهاب شكري ثقته في إقبال المستثمرين على الفرص الاستثمارية المتاحة على ساحل البحر الأحمر، في ظل اهتمام الدولة بملف الاستثمار بشكل عام والسياحي بوجه خاص، ومنحها في سبيل ذلك العديد من الحوافز الاستثمارية وتسهيلات في الإجراءات والتراخيص، مقدرا أن يصل حجم الاستثمار على هذه الفرص بحوالي 10 مليارات دولار في أول خلال 5 سنوات من بدء تنمية هذه المناطق، والتي تتمتع بمقومات تنافسية عالية سواء اعتدال درجات الحرارة طوال العام، أو وجود مناظر طبيعية مثل الشعب المرجانية.

وتستهدف الحكومة المصرية من طرح المناطق على ساحل البحر الأحمر الدخول في شراكات كبيرة لاجتذاب استثمارات أجنبية مباشرة لتنمية هذه المناطق الواعدة من الناحية السياحية والتنموية، وتكون فرصة لجذب الاستثمارات وفرص العمل مما يخلق حراكا كبيرا في الاقتصاد المصري خلال الفترة القادمة، وفق تصريحات سابقة لرئيس الوزراء.

وقال الخبير السياحي أبو الحجاج العماري إن الحكومة ستحقق عوائد ضخمة حال طرح مناطق على ساحل البحر الأحمر على مستثمرين لإنشاء مدن تنموية متكاملة، وعدد أبرز هذه العوائد وهي تحقيق التنمية على ساحل البحر الأحمر مما ينعكس على توزيع السكان بكل أنحاء الجمهورية، وخلق وجهات سياحية جديدة تسهم في نمو أعداد السياح الوافدين للبلاد، وبالتالي زيادة الإيرادات السياحية، وخلق المزيد من فرص العمل، ونمو تدفقات النقد الأجنبي.

وارتفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر إلى نحو 23.7 مليار دولار خلال الفترة (يوليو/ تموز- مارس/ آذار) من العام المالي 2024/2023 مقارنة بنحو 7.9 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي 2023/2022، ويرجع هذا الارتفاع بصفة أساسية للتدفقات الواردة بقيمة 15 مليار دولار خلال الفترة يناير(كانون الثاني)/مارس 2024 في إطار تنفيذ صفقة رأس الحكمة، وفق بيانات هيئة الاستثمار.

وأشار العماري، في تصريحات لـCNN بالعربية، إلى أن هناك نماذج عالمية وإقليمية حققت نجاحا مماثلا من طرح المناطق السياحية على المستثمرين، مستشهدا بنموذج إسبانيا، والتي حققت قفزة في أعداد السياح والدخل نتيجة طرح معظم جزر الكناري على المستثمرين العالميين مثل شركة توي مما انعكس على استقبال البلاد أكثر من 70 مليون سائح، ونفس الأمر في الإمارات والمغرب اللتان تستقبلان أعداد سياح يفوق ما يستقبله السوق المصري، رغم المزايا التنافسية للمقصد السياحي المصري.

ولفت أبو الحجاج العماري إلى أن المناطق المطروحة للاستثمار بساحل البحر الأحمر تتمتع بمقومات تنافسية مغرية للمستثمرين، مشيرا إلى جزيرة رأس بناس، التي تمتلك واحدة من أجمل الشواطئ في العالم، وكذلك الشعب المرجانية مما يجعلها فرصة واعدة أمام المستثمرين لاستقطاب السياح وتحقيق عائد مرتفع، متوقعا أن تحقق رأس بناس ذات قيمة صفقة رأس الحكمة، وقد تفوقها في ظل الطبيعة السياحية الخلابة والأجواء المعتدلة التي تتميز بها رأس بناس.