على خطى غوغل ومايكروسوفت.. أمازون تتحول نحو الطاقة النووية لتشغيل مراكز البيانات

منذ 1 شهر 53

هذا المقال نشر باللغة الإنجليزية

أعلنت شركة أمازون مؤخراً عن استثمارها في شركة "X-energy" الأمريكية، حيث تهدف إلى استخدام الطاقة النووية لتشغيل مراكز البيانات الخاصة بها. يأتي هذا القرار في إطار جهود الشركات الكبرى مثل غوغل ومايكروسوفت، لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتحقيق أهدافها المناخية.

يُقدَّر استثمار أمازون بحوالي 500 مليون دولار، والذي سيساعد في تطوير تقنيات جديدة في مجال الطاقة النووية. وقد شارك في هذه الجولة الاستثمارية مستثمرون بارزون مثل كين غريفين، مؤسس شركة "Citadel"، وجامعة ميشيغان. ونتيجة لهذا الاستثمار، ستحصل أمازون على مقعدين في مجلس إدارة شركة "X-energy".

وفي تصريح له، قال كام غفاريان، مؤسس "X-energy": "إن استثمارات أمازون وممولي السلسلة C-1 تؤكد على ريادة X-energy في تسويق تقنية المفاعل المعياري الصغير وتقديم الطاقة النظيفة والآمنة التي يحتاجها العالم اليوم".

وتستهدف الشركتان تشغيل أكثر من 5 جيجاوات من الطاقة الناتجة عن المفاعلات الصغيرة بحلول عام 2039، ويأتي هذا الإعلان بعد يومين من إعلان مشابه من غوغل، التي تبحث أيضاً عن مصادر جديدة للطاقة الخالية من الكربون.

التحول نحو الاستدامة والتكنولوجيا النظيفة

تسعى شركات التكنولوجيا إلى توسيع استثماراتها في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لكنها بدأت الآن في النظر إلى الطاقة النووية كحل فعال لمواجهة الطلب المتزايد والانبعاثات الكربونية، إذ تُعتبر الطاقة النووية خياراً صديقاً للبيئة، حيث لا تصدر مفاعلاتها غازات الاحتباس الحراري، مما يجعلها بديلاً محتملاً لمحطات الطاقة التقليدية.

وتتوقع وكالة الطاقة الدولية زيادة استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات ليصل إلى أكثر من 1000 تيراواط ساعة بحلول عام 2026، مما يتطلب استثمارات ضخمة في مصادر الطاقة النظيفة. وفي هذا السياق، أكد كيفن ميلر، نائب رئيس مراكز البيانات العالمية في "Amazon Web Services"، أن "الذكاء الاصطناعي يؤدي إلى زيادة كبيرة في كمية مراكز البيانات والطاقة المطلوبة على الشبكة"، مشددًا على أهمية المفاعلات النووية الجديدة في هذا الإطار.

تحديات البيئة والتنمية المستدامة

تعمل الولايات المتحدة جاهدة لتحقيق هدفها المتمثل في توفير كهرباء نظيفة بنسبة 100% بحلول عام 2035، في خطوة تعكس التزام البلاد بالتوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة. في هذا السياق، تسرع شركات التكنولوجيا الكبرى جهودها لتحقيق هذا التحول، من خلال استكشاف تقنيات جديدة ومبتكرة. من بين هذه التقنيات، تبرز المفاعلات المعيارية الصغيرة كخيار جذاب، حيث تستطيع توليد ما يقرب من ثلث الطاقة التي تنتجها المفاعلات التقليدية.

تتضمن خطط أمازون أيضاً التعاون مع شركة "Dominion Energy" لاستكشاف إمكانية إنشاء مفاعل معياري صغير بالقرب من محطة "نورث آنا" للطاقة النووية في فرجينيا، بالإضافة إلى العمل مع "Energy Northwest" في واشنطن لتطوير أربعة مفاعلات صغيرة. تمثل هذه الخطوات جزءًا من جهود أمازون وغوغل لتحقيق أهدافهما المناخية، حيث تعهدت غوغل بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2030، بينما أكدت أمازون أنها ستعمل على تحقيق طاقة متجددة بنسبة 100% بحلول عام 2030، وقد حققت هذا الهدف بالفعل في بداية عام 2023.

على الرغم من التقدم الملحوظ، تواجه الشركات تحديات كبيرة في تقليل انبعاثاتها المباشرة. يُعتبر المفاعل المعياري الصغير نوعًا مبتكراً من المفاعلات النووية، حيث يمكن أن تُبنى بشكل أسرع وبتكلفة أقل من المفاعلات الكبيرة، مع إمكانية توسعها لتلبية احتياجات كل موقع على حدة.

غوغل وتوجهاتها نحو الطاقة النووية

أعلنت شركة غوغل يوم الاثنين عن توقيع عقد لشراء الطاقة النووية من مفاعلات معيارية صغيرة تخطط شركة "Kairos Power"، المتخصصة في التكنولوجيا النووية، لتطويرها. قال مايكل تيريل، المدير الأول للطاقة والمناخ في غوغل، إن هذه الخطوة تسلط الضوء على "التقنيات التي سنحتاجها لتحقيق طاقة نظيفة على مدار الساعة، ليس فقط لشركة غوغل ولكن للعالم". يتوقع أن يبدأ تشغيل أول مفاعل معياري صغير بحلول عام 2030.

حالياً، تستهلك غوغل أكثر من 24 تيراواط ساعة من الكهرباء سنويًا، مما يشير إلى الحاجة المتزايدة لمصادر الطاقة النظيفة. تشير التوقعات إلى أن الخطوات الثلاث التي تقوم بها غوغل وأمازون يمكن أن تضيف أكثر من 5000 ميجاوات من الطاقة إلى الشبكة بحلول أواخر عام 2030.

تواصل شركات أمازون وغوغل التزامها باستخدام الطاقة المتجددة كجزء من جهودها لمعالجة تغير المناخ. رغم الإنجازات التي حققتها، تواجه الشركات تحديات في تقليص انبعاثاتها، حيث أظهرت أمازون انخفاضاً في انبعاثات الكهرباء بنسبة 11%، لكن الانبعاثات المباشرة زادت بنسبة 7%. كما وضعت الشركة هدفاً طموحاً للوصول إلى صافي الكربون الخالي من الكربون بحلول عام 2040.

تعتبر هذه التطورات جزءاً من التحول العالمي نحو الاستدامة والطاقة النظيفة، حيث تسعى الشركات الكبرى إلى التكيف مع المتطلبات البيئية المتزايدة وتعزيز جهودها في مكافحة تغير المناخ.