على خط النار مع إسرائيل.. بلدة عيتا الشعب جنوبي لبنان تخلو من السكان وتتحول لتلال من الركام

منذ 5 أشهر 67

عيتا الشعب من أكثر البلدات تضررًا بالقصف الإسرائيلي في جنوب لبنان، إذ تُصنّف على أنها خط المواجهة الأول مع القوات الإسرائيلية.

في قرية عيتا الشعب، في محافظة النبطية جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، يبدو حجم الدمار جلياً، حيث سُويت البيوت والمحلات التجارية بالأرض، بينما يسير عدد قليل من الناس وسط أكوام الدمار لجمع ما تبقى من أمتعتهم.

وتقع البلدة الجنوبية قبالة العديد من المواقع العسكرية الإسرائيلية، وتعرّضت منذ اليوم الأول لبدء المعارك على جبهة لبنان لقصف إسرائيلي يومي، ما أدى لسقوط عدد من القتلى، ودمار هائل في البنية التحتية، حيث يظهر ركام المنازل على جانبي الطرقات الرئيسية والفرعية.

لكن القصف المستمر لم يمنع زينب طحيني التي نزحت إلى قرية أخرى في الداخل، من العودة إلى عيتا الشعب، تقول: "جئنا لنطمئن على عيتا ونقدم التعازي بالشهداء. جئنا أيضًا لنقول للإسرائيليين إننا لسنا خائفين. ومهما قصفوا، سيُعاد بناء كل هذا بشكل أفضل".

ويعلن الحزب استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمعات عسكرية إسرائيلية دعماً لغزة. ويردّ الجيش الإسرائيلي بقصف جوي ومدفعي يقول إنه يستهدف بنى تحتية للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود وقياديين.

ومنذ بدء التصعيد، قتل في لبنان أكثر من 350 شخصاً، من بينهم 275 عنصراً من حزب الله وأكثر من 70 مدنياً، وأحصى الجانب الإسرائيلي من جهته مقتل 15 عسكرياً و10 مدنيين.

وسبق وأن خاض حزب الله وإسرائيل حرباً استمرت شهراً كاملاً في عام 2006، وكانت عيتا الشعب إحدى القرى التي دمرت بالكامل وأعيد بناؤها بعد ذلك الصراع.

لكن التاريخ يعيد نفسه، حيث تبدو القرية مهجورة الآن من السكان، ما عدا عدد قليل يأتون من حين إلى آخر لتفقد منازلهم المتضررة. 

وتشير زينب إلى بيتها المهدم قائلة: "هذا بيتي وهذا بيت عائلتي. كلها مدمرة. منازل جيراننا مدمرة أيضًا. لكننا لسنا حزينين، سيعيد الله لنا بيوتنا".

وليل الإثنين- الثلاثاء، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بصاروخين جو - أرض، حي أبو لبن في بلدة عيتا الشعب ومحيط بلدة رامية، ما أدى الى أضرار جسيمة في الممتلكات المنازل.

في المقابل، أشارت وزارة الأمن الإسرائيلية إلى تضرّر 930 منزل ومبنى في 86 بلدة شمال إسرائيل منذ اندلاع المواجهة مع "حزب الله"، منها 124 منزلًا في مستوطنة كريات شمونة.