♦ الملخص:
رجل علاقته بأخته ليستْ جيدة، فهو يهاديها هدايا ثمينة، وهي تقابله بأقل القليل، وهذا على عكس تصرفها مع غيره من الأقارب، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
أنا أصغرُ إخوتي الستة، علاقتي بهم جميعًا جيدة إلا علاقتي بأختي؛ فهي سيئة؛ أختي تكبرني بسنتين، أزورها وأجاملها بالهدايا، لكنها لا تقابلني بالمثل، بل بهدايا رخيصة، مع أنها ميسورة جدًّا، وتقوم بدعوة كل الأقارب وتجاملهم، إلا أنا، وتطلب من الجميع زيارتها، إلا أنا، قمت بدعوتها لغداء فاخر، فما كان منها إلا أن دعتني لغداء في مكان لا يليق بي، فما التصرف اللائق في مثل هذا الموقف؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فملخص مشكلتك هو:
١- علاقتك بجميع إخوانك وأخواتك ممتازة، إلا علاقتك بأختك التي أكبر منك بسنتين، يشوبها بعض الكَدر.
٢- تزورها وتعطي لها الهدايا الثمينة، وهي ترد بهدايا رخيصة، وتعزمها مع زوجها على غداء فاخر، وهي عزمتك بمستوًى سيئ.
٣- تقوم بدعوة الأقارب وتجامِلهم إلا أنت، ثم تسأل: ما الحل؟ فأقول مستعينًا بالله سبحانه:
أولًا: يبدو أن بينكما نديَّة وتنافسًا قديمًا من أيام الشباب أثَّر على علاقتكما في الكِبَرِ، فلا بد من التخلص من التعامل الندي، والانتقال منه للتعامل الأخوي الراقي.
ثانيًا: يبدو أنك تفوقت عليها في أشياء كثيرة، وأثنى عليك الناس بهذا التفوق، وهذه كلها أسباب عظيمة لإشعال نار الحسد، فاستعذ بالله من شر الحُسَّاد، واجتهد معها في إخفاء تفوقك وثناء الناس عليك.
ثالثًا: لعل إخوانك أو بعض أقاربك أجَّجوا نار الحسد في قلبها بذكرهم محاسنك، والثناء عليك، فعليهم التوقف عن ذلك.
رابعًا: قد تكون هذه الأخت أو زوجها يُعاني من داء البخل، فتعامل معهما على هذا الأساس، صابرًا على بخلهما، داعيًا لهما بالشفاء منه.
خامسا: تذكر الحديث الآتي: عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الواصل بالمُكَافِئ، ولكنَّ الواصل الذي إذا قَطعت رحِمه وصَلَها)).
فأنت على أجر عظيم، ولا تنتظر مكافأة ممن تصله.
سادسًا: أكْثِرْ من الاستغفار، فلربما ابتليت بتصرفاتها بسبب معاصٍ لم تلقِ لها بالًا؛ قال سبحانه: ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165].
سابعًا: حبذا لو تسأل عقلاء إخوانك عن تفسيرهم لأسباب ما تعانيه معها، وعن اقتراحاتهم للعلاجات المناسبة.
ثامنًا: حافظ على الصلوات في أوقاتها بالمساجد، والإكثار من تلاوة القرآن، والمحافظة على عموم ذكر الله، وخاصة أذكار الصباح والمساء، ففيها جميعًا تقوية للإيمان والحماية من شرور شياطين الإنس والجن.
تاسعًا: أنت لست ملزمًا بالاستمرار في الهدايا الثمينة لها، إلا إن رغبت في الاستمرار من باب التواضع وحسن الخلق، ولعله أن يكون سببًا في تغيير أخلاقها معك.
حفظكم الله، وأعاذكم من نزغات شياطين الإنس والجن، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.