عقب لقاء بلينكن وبن سلمان.. هل اقترب تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية؟

منذ 10 أشهر 100

كشف بلينكن أنه ناقش خلال اللقاء الذي جمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسألة التطبيع مع إسرائيل وتنسيق الجهود لمرحلة ما بعد الحرب على غزة.

تستمر الجهود الأميركية الرامية إلى تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، توازيًا مع جهود واشنطن لـ"الدفاع عن تل أبيب" كما يُعلن مسؤولوها، ومنع اتساع رقعة الحرب على قطاع غزة.

ولم تنحصر النقاشات التي أجراها وزير الخارجية أنتوني بلينكن في مدينة العلا مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتطورات الحرب على القطاع كما جاء في البيان السعودي، بل كشفت وسائل إعلام عالمية بأن واشنطن سعت خلال اللقاء لـ"جسّ نبض" الرياض حول مستقبل تطبيع العلاقات مع تل أبيب.

"كنا قريبين من التطبيع"

وفي هذا السياق، كشف السفير السعودي لدى المملكة المتحدة الأمير خالد بن بندر بن سلطان بن عبد العزيز، أن بلاده مهتمة بالتطبيع مع إسرائيل "لكن ليس على حساب الشعب الفلسطيني".

وأكد السفير السعودي، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، نُشرت الثلاثاء، أن أي "اتفاق مع إسرائيل يجب أن يقود إلى تأسيس دولة فلسطينية".

وإذ شدد السفير على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، أوضح أن "الإنسانية فشلت" حيال غزة، مع عجز المجتمع الدولي على إنهاء القتال.

وفيما يخص التطبيع مع إسرائيل، لفت السفير إلى أن المملكة "مهتمة" بالتطبيع، "لكن سيتطلب ذلك إنهاء الصراع في غزة، وسيتطلب أيضًا بشكل واضح وجود مسار عملي لقيام دولة فلسطينية".

وقال إن الاتفاق على التطبيع "كان وشيكًا، ولا يوجد شك بذلك. بالنسبة لنا الحصيلة النهائية للنقاشات تتضمن ما لا يقل عن دولة فلسطينية مستقلة، وبينما ما نزال نؤمن بالتطبيع، إلا أنه لن يكون على حساب الفلسطينيين".

وتابع: "كنا قريبين من التطبيع، وبالتالي قريبين من قيام دولة فلسطينية. لا يأتي أحدهما بدون الآخر. لكن الترتيب وكيفية إدارته، هذا ما تمت مناقشته".

وذكر السفير أن "المشكلة التي نواجهها اليوم مع الحكومة الحالية في إسرائيل هي أن هناك وجهة نظر متطرفة ومطلقة لا تعمل على التوصل إلى تسوية، وبالتالي لن تتمكن أبدا من إنهاء الصراع".

وقال إن "المستوى غير المسبوق من العنف الذي ارتكبه كلا الجانبين، ولكن بشكل خاص من قبل ما يفترض أن تكون دولة مسؤولة، سيخلق حالة من فقدان الأمل ليس فقط للفلسطينيين وإنما في بريطانيا وفرنسا وأميركا وكندا والجزائر والأردن والسعودية ومصر واليمن".

زيارة بلينكن إلى الرياض

إلى ذلك، أكد بلينكن خلال زيارته الرابعة إلى منطقة الشرق الأوسط، إمكانية تطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، "شرط أن تعمل تل أبيب على إنهاء النزاع في قطاع غزة وتحقيق تقدم عملي نحو إقامة دولة فلسطينية".

وكشف بلينكن في مؤتمر صحافي من تل أبيب، أنه ناقش خلال اللقاء الذي جمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مسألة التطبيع مع إسرائيل وتنسيق الجهود لمرحلة ما بعد الحرب على غزة.

ولفت بلينكن إلى أنه ناقش مسألة التطبيع في كل دولة زارها، مؤكدًا أن "هناك اهتمام واضح هنا بالسعي إلى ذلك، لكن الأمر سيتطلب إنهاء النزاع في غزة، وإيجاد مسار عملي لقيام دولة فلسطين".

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، تشير تصريحات بلينكن إلى أن العديد من الدول العربية لا تزال مهتمة ببناء علاقات دبلوماسية طبيعية مع إسرائيل، على الرغم من الحرب الدامية التي تخوضها تل أبيب على غزة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 23 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في القطاع المحاصر.

"نصر سياسي لإسرائيل"

وفي ختام مباحثاته في تل أبيب، أكد بلينكن الذي التقى عددًا من المسؤولين الإسرائيليين بينهم الرئيس إسحق هرتسوغ ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أن واشنطن تريد أن تنتهي الحرب في أقرب وقت ممكن.

وأشار بلينكن إلى أن اندماج إسرائيل في المنطقة لا يمكن أن يحل محل إنشاء دولة فلسطينية، قائلًا: "بالعكس يجب أن تكون هذه النقطة جزءًا من أي جهود للتكامل والتطبيع".

إلا أن وزير الخارجية الأميركي لم يعلن بحسب "نيويورك تايمز"، أن "مثل هذه الخطة لن تدفع الحكومة الإسرائيلية الحالية إلى التراجع التام عن أهدافها في غزة، خاصة وأنها تعارض إقامة دولة فلسطينية، كما أنها جعلت هذا الحل أكثر قتامة من خلال توسيع إقامة المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وتقويض السلطة الفلسطينية هناك واتخاذ الخطوات ساهمت في تمكين حماس في قطاع غزة".

واعتبرت الصحيفة، أن إقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين إسرائيل والسعودية، سيكون بمثابة نصر سياسي مهم لكل من إسرائيل والولايات المتحدة.

وكانت المملكة العربية السعودية قد أعلنت تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل بعد أيام من اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. 

ووجّه هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ضربة للزخم الذي اكتسبه مسار التطبيع في السنوات الأخيرة، وأربك المسعى الأميركي لإبرام اتفاق تطبيع بين الدولة العبرية والسعودية.

وتلقى اتفاقات التطبيع معارضة شديدة من الفصائل الفلسطينية مثل حماس، إضافة الى كامل "محور المقاومة" الذي يضم إيران وحلفاءها في المنطقة.