عطشوا فلم يجدوا أمامهم غير ماء البحر.. شهادات مروّعة لمهاجرين أفارقة تقطعت بهم السبل في تونس

منذ 1 سنة 156

يقول المهاجر البالغ من العمر 29 عاما "أنظروا إلى الوضع الذي نحن فيه، لا ماء.. الماء نضب.. نحن مضطرون لأن نشرب ماء البحر.. ماءُ البحر هو ما نشرب.. تخيلوا. أنظروا إليه هو يشرب من البحر الآن".

تصاعد التوتر بشكل خطيرفي مدينة صفاقس التونسية، إثر مقتل مواطن تونسي (41 عاما) تعرض للطعن الإثنين من قبل مهاجر غير نظامي خلال اشتباكات اندلعت بين مواطنين ومهاجرين، وبعد انتشار دعوات تحريضية ضد هؤلاء اللاجئين الأفارقة  وورود معلومات وتقارير تشير إلى نية الانتقام من قاتليه وتنفيذ عملية ترحيل جماعي بحقهم.

يأتي ذلك وسط شهادات مروعة من مهاجرين أفارقة من جنوب الصحراء مفادها أن قوات الأمن التونسية ألقت مئات الرجال والنساء والأطفال على الحدود مع ليبيا، وسط مطالبات من قبل المنظمات غير الحكومية السلطات التونسية بالتدخل لتهدئة الأوضاع وضمان أمن المهاجرين. 

وبحسب  تقرير صادر عن إذاعة "موزاييك اف ام" الخاصة في تونس، فقد نقلت قوات الأمن بعض المهاجرين الأفارقة  على متن حافلات إلى ملاجئ لتجنب حدوث هجمات انتقامية ضدهم، في حين فرّ نحو 200 آخرين إلى محطة القطار في صفاقس بهدف الهروب إلى العاصمة تونس.

أما مصير المئات الآخرين فكان أكثر قسوة، حيث أفاد مهاجرون بنقلهم إلى شاطئ منعزل قرب الحدود الليبية مع انتشار مكثف لمسلحين من كلا البلدين على كافة الجوانب. 

"هو يشرب من البحر الآن"

وقال رجل من ساحل العاج إنه كان من بين 600 مهاجر إفريقي من جنوب الصحراء ألقي القبض عليهم في أرض مهجورة بحسب تعبيره، تقع بين البحر الأبيض المتوسط والحدود البرية التونسية الليبية بالقرب من بن قردان. 

وأشار في حديث إلى وكالة "أسوشيتيد برس"، إلى أنه تم اعتراضهم مساء يوم السبت، أي قبل وفاة المواطن التونسي بيومين، وذلك بينما كانوا ينتظرون في منزل آمن لركوب قارب صغير يقلّهم نحو إيطاليا.

يقول المهاجر البالغ من العمر 29 عاما "أنظروا إلى الوضع الذي نحن فيه، لا ماء..  الماء نضب.. نحن مضطرون لأن نشرب ماء البحر.. ماءُ البحر هو ما نشرب.. تخيلوا. أنظروا هو يشرب من البحر الآن".

ويتابع قائلا "هنا الحرس الوطني التونسي، إنهم يضربوننا وقد أصابوا الناس بجراح خطيرة.. أنظروا لهذا الشخص هنا..  هو يطاردنا..  إنه من الحرس الوطني التونسي.. نحن نوّثق كل شيء بالصوت والصورة..  أنظروا إنهم يختبئون، يختبئون، أنظروا، أنظروا! أين الأمم المتحدة؟ لا يمكننا الذهاب إلى إيطاليا.. إنهم يختبئون.. إنهم يرموننا بالحجارة".

ويشير إلى أن قوات الامن التونسية أطلقت الغاز المسيل بالدموع تجاههم فسقط مواطنان سودانيان: "قتلوا سودانييْن اثنيْن".

وينهي الرجل كلامه بـ "سيدتي أنظري أين نحن، أين نحن الآن؟ البحر من ورائنا ونحن نبيت في العراء.. لا نعرف إلى أين نذهب.. ليس لدينا أكل.. التونسيون طردونا.. نحن قبالة ليبيا".

ومساء الأحد، دارت مواجهات تخللها رشق بالحجارة بين مهاجرين وسكان من أحد أحياء صفاقس، تضررت خلالها مركبات ومساكن.

واستخدمت الشرطة حينها الغاز المسيل للدموع لوضع حد للمواجهات.

وتشكل مدينة صفاقس الساحلية الواقعة وسط شرق تونس نقطة انطلاق لعدد كبير من المهاجرين غير القانونيين باتجاه  أوروبا وخصوصا إيطاليا.