عقب المخاوف والتحذيرات التي أثارها، بما في في ذلك خطر "انقراض البشرية"، سجّل الذكاء الاصطناعي حضوراً غير مسبوق في مجلس الشيوخ الإيطالي اليوم، إذ ألقى السيناتور مارك أورلاندو خطابًا أمام زملائه من إنتاج "تشات جي بي تي"، بهدف الاستفزاز وإثارة نقاش عام في البلاد.
قرأ أحد أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي الأربعاء أمام زملائه خطاباً كتبه برنامج "تشات جي بي تي"، في خطوة ترمي إلى إطلاق "نقاش عام جاد" بعدما كانت سلطات روما حظرت موقتاً هذه الأداة لمخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، قبل أن تعيد السماح بها.
وفي ختام مداخلة له عن موضوع غير ذي صلة، أعلن عضو مجلس الشيوخ عن حزب الوسط الصغير "أزيوني" ماركو أورلاندو عن رغبته في لفت انتباه زملائه "إلى حدث تاريخي نوعاً ما".
وقال "الخطاب الذي سمعتموه للتو ليس مني. بصراحة، هو ليس أيضاً نتاج ذكاء بشري، بل هو نتاج خوارزمية ذكاء اصطناعي هي تشات جي بي تي-4".
وأوضح السناتور الذي درس الحقوق أن "هذا الخطاب يهدف إلى الاستفزاز لإطلاق نقاش عام جاد في إيطاليا، وتحليل الآثار الأخلاقية والاقتصادية والاجتماعية لاستخدام الذكاء الاصطناعي".
وأنهى أورلاندو كلمته وسط تصفيق زملائه بالدعوة إلى "مقاربة متوازنة للابتكار التكنولوجي تأخذ في الاعتبار كلاً من الفرص والمخاطر المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي".
وعلّق زعيم حزب "أزيوني" كارلو كاليندا بالقول "لقد قرأت الخطاب. لا تشوبه شائبة. لا أعرف حتى الآن ما إذا كان تقدماً أم خطوة إلى الوراء".
وكانت هيئة الرقابة الإيطالية منعت "تشات جي بي تي" لمدة شهر في نهاية آذار/مارس، بسبب مخاوف تتعلق بخصوصية البيانات، لتصبح أول دولة غربية تتخذ إجراءات ضد روبوت الدردشة الشهير المستند إلى الذكاء الاصطناعي.
منعت هيئة حماية البيانات الشخصية الإيطالية ChatGPT لمدة شهر في نهاية مارس، وعللت سلطات روما قرارها بعدم احترام البرنامج التشريعات المتعلقة بالبيانات الشخصية، وبعدم وجود نظام للتحقق من عمر المستخدمين القصّر.
وأبهرت المنصّة التي أُطلقت في تشرين الثاني/نوفمبر، المستخدمين بقدرتها على الإجابة بوضوح ودقّة على أسئلة صعبة، لا سيّما كتابة أغان أو شيفرات برمجية، وحتى النجاح في امتحانات.
وحذرت مجموعة من كبار رجال الأعمال والخبراء من بينهم مبتكر برنامج "تشات جي بي تي" سام ألتمان في بيان نُشر على الإنترنت الثلاثاء، من أن صعود الذكاء الاصطناعي ينطوي على خطر "انقراض" للبشرية.