عشية يوم الأسير الفلسطيني.. العشرات يحتشدون في رام الله تضامنا مع المعتقلين في سجون إسرائيل

منذ 2 أيام 33

وشهدت ساحة المنارة تظاهرة واسعة عبّر المشاركون فيها عن تضامنهم مع الأسرى، مؤكدين أنّ معاناتهم داخل المعتقلات الإسرائيلية تُمثل جرحًا مفتوحًا في الذاكرة الوطنية الفلسطينية.

وللمناسبة عينها، صرحت نسرين أبو غربية، والدة الأسير فادي أبو غربية المعتقل منذ عامين: "أسرانا يُعانون من سياسات الإهمال الطبي والتجويع الممنهجة... إنهم يموتون ببطء في ظل هذه السياسات القمعية التي لا يمكن وصفها إلا بالظالمة والمُجردة من الإنسانية"، وفق تعبيرها.

وتُعدّ قضية الأسرى من أكثر القضايا إلحاحًا في المجتمع الفلسطيني، حيث لا تكاد تخلو أسرة من أسير سابق أو حالي، ما يجعل هذه المسألة وطنية بامتياز وتثير مشاعر الغضب والقلق بشكل دائم.

من جهته، صرّح الدكتور صبري صيدم، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، قائلاً: "جئنا اليوم لنُجدد تضامننا مع أسرانا الذين يُواجهون ظروفًا لا إنسانية داخل سجون إسرائيل، ونُحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته الأخلاقية تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر وألم مستمر. ألم يحن الوقت للاستفاقة؟".

ويوثّق نشطاء حقوق الإنسان ووسائل إعلام فلسطينية شهادات عديدة تُشير إلى تعرّض الأسرى الفلسطينيين لانتهاكات جسيمة، من بينها الضرب، الإهمال الطبي، وسياسات تجويع ممنهجة، خاصة منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وبحسب منظمات حقوقية، فقد اعتقلت السلطات الإسرائيلية آلاف الفلسطينيين خلال حملتها العسكرية الأخيرة، مدعيةً أنهم على صلة بحركة "حماس"، قبل أن تُفرج عن بعضهم خلال هدنة استمرت شهرين مقابل إفراج "حماس" عن عدد من المحتجزين الإسرائيليين لديها.

وفي بيان أصدرته اليوم، أكدت حركة "حماس" أن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل يتعرضون لأبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي، ويُحرمون من أبسط حقوقهم الإنسانية.

ودعت الحركة إلى اعتبار 17 أبريل/نيسان يومًا فلسطينيًا وعربيًا وعالميًا للتضامن مع الأسرى، معتبرة أن هذا اليوم يمثل فرصة لتذكير العالم بعدالة قضيتهم وضرورة الضغط للإفراج عنهم.

ولفت البيان إلى أن نحو 14 ألف أسير، بينهم نساء وأطفال، يعيشون في ظروف مأساوية، من ضمنهم حوالي ألفي معتقل من قطاع غزة اعتقلوا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وشددت الحركة على أن تحرير الأسرى سيبقى أولوية وطنية، مؤكدة أن "إرادة الأسرى لن تكسر ولن تسقط بالتقادم". كما حمّلت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن سلامة الأسرى، منددة بـ "الصمت الدولي تجاه جرائم القتل والإعدام التي يتعرضون لها".

وأشارت حماس، إلى أن "الحركة تعاملت مع أسرى العدو بإنسانية، على عكس ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات فاضحة للقانون الدولي"، على حد تعبيرها.

ودعت "المؤسسات الحقوقية إلى فضح تلك الجرائم والتحرك الفاعل لمحاسبة الجناة والإفراج عن جميع الأسرى".

ويأتي يوم الأسير هذا العام في ظل الحرب المتواصلة على غزة، والتي خلفت أكثر من 167 ألف قتيل وجريح، وأعدادًا كبيرة من المفقودين.