أكثر الحروب في العالم من عهد آدم وابنيه قابيل وهابيل حتى وقتنا الحاضر، قامت واستعرت على الحصول على لقمة العيش، وأتحدى أي أحد يذكر لي حرباً قامت بين شعبين أو دولتين في كل العصور، لم يكن دافعها تلك اللقمة اللذيذة أو المسمومة.
وصدق أحد الخلفاء الراشدين عندما قال كلمته الصادمة: عجبت ممن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج على الناس وهو شاهر سيفه؟!، ولكن دعونا نخفف الوطء قليلاً، ونتكلم بهدوء ونبحث بالابتكار عن بدائل رخيصة ونظيفة تجعل الحصول على تلك اللقمة متاحاً وبأرخص الأثمان وأقل المخاطر، وسوف أشير لها في مقالي:
فقد تناولت وسائل الإعلام أن العلماء تمكّنوا من التوصل إلى طريقة يمكن من خلالها تصنيع اللحوم داخل مختبرات طبية وتقديمها للاستهلاك البشري دون التعرُّض لأي حيوان. وبيّن الباحثون أن عملية تصنيع اللحوم هذه قائمة على إحدى عينات من الأنسجة الحيوانية إلى أن تصبح قطعاً من الأنسجة العضلية، يمكن بعدها تقديمها للاستهلاك البشري، ولكن مع الأسف فالحلو أحياناً لا يكتمل، فقد قال، عن هذا العمل الإنساني لو هوفمان، وهو من قسم علوم الحيوان، في جامعة هولندية، والذي شارك في الدراسة: إن دراستنا تؤكد أن الذين شوهوا هذا المسار هم في جنوب أفريقيا، وكذلك في بعض دول العالم، وهو لا ينتهك فقط لوائح بطاقات التعريف على المنتجات الغذائية، بل له آثار اقتصادية ودينية وأخلاقية وصحية سيئة جداً، وقد عُثر على فول الصويا ولحوم حمير وماعز وكلاب وجاموس مائي بل وخرتيت، ومواد نباتية في نحو 68 في المائة من بين 139 منتجاً من اللحم المفروم وقطع البرغر واللحوم المعلبة والنقانق واللحم المجفف، وهي التي اختبرتها الجامعة.
ولكن عينو خير لا تتشاءموا، فيبدو أن حاجة الإنسان المتزايدة من اللحوم النظيفة سوف تتم تلبيتها بسهولة بعد أن كشف أو فضح ذلك العالم، الفساد الذي يحصل في بعض الدول. وذكر موقع صحيفة الإندبندنت البريطانية أن أول نوع نظيف من البرغر في العالم منتج من أول بروتين لحم صناعي مشتق من خلايا جذعية للأبقار، سيتم تناوله في احتفال علني وسوف يكون البرغر المصنع من بروتين أبقار صناعي هو حجر الأساس في تطوير أساليب جديدة لسد الطلب العالمي المتزايد من اللحوم، والمتوقع أن يتضاعف إنتاجه بحلول عام 2050.
ونذر عليّ أيها القارئ الكريم لو حصلت على هذه اللحوم، سوف أعزم أصدقائي على تناولها، على أن يدفعوا هم أثمانها مقدماً، ويأكلوها وأنا أتفرج عليهم.