♦ الملخص:
شاب أجرى عمليتين، أولاهما دوالي الخصية، والثانية عملية قيلية مائية، ولم يخبر بهاتين العمليتين أحدًا، وأهله يلحون عليه في أمر الزواج، والعمليات التي أُجريت له تجعله يفكر في العزوف عن أمر الزواج؛ لأنه لن يستطيع إخبار الفتاة بهما، ويسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في مطلع الثلاثينيات، أُجريت لي عملية دوالي الخصية منذ سبع سنوات، ثم عملية قيلية مائية منذ عدة أشهر، ولم أُطْلِع أحدًا على أمر العمليتين، ولا حتى أهلي؛ ففي علمية دوالي الخصية ادعيتُ أنها عملية يسيرة في البطن، وكنت دائمًا أتهرَّب من الإجابة عندما أُسألُ، وفي عملية القيلية المائية استطعت إخفاء الأمر بالتظاهر بالتعب، وذكرت لهم أن الطبيب قد أعطاني إجازة مرضية بسبب بعض الآلام، في الوقت الحالي تضغط عليَّ عائلتي في أمر الزواج، وفي نفسي رغبةٌ في الزواج لا أُبديها لأحد، لكنني متردِّد ومتخوف، وفي كثير من الأحيان تتغلب عليَّ فكرة العزوف عن الزواج نهائيًّا، حتى إنني أصبحت أحاول إقناع نفسي أنني يجب ألَّا أتزوج أبدًا؛ إذ لستُ أعلم كيف سأخبر الفتاة التي سأتقدم لها بشأن العمليتين، رغم أن الطبيب قال لي: أنت غير مُجْبَرٍ على التصريح بذلك، المشكلة أنني خجول جدًّا، فلا أجد نفسي قادرًا على التصريح بطبيعة العمليتين، كما أنني أعلم أنني سأشعر بالذنب إذا لم أخبر الفتاة التي سأتزوجها بحقيقة الأمر؛ هذا الموضوع أرهقني نفسيًّا وعصبيًّا، حتى إنني أحيانًا أصبحت أرى تركَ عائلتي أو الانتحارَ حلولًا لمشكلتي، فبمَ تنصحونني؟ وجزاكم الله خيرًا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالجواب كالآتي:
أولًا: يُنظر: هل لهاتين العمليتين أثرٌ ما على الحياة الزوجية، أو على القدرة على الإنجاب، أو الإعفاف، أو تُشكلان منظرًا غير مقبول لدى الزوجة؟
فإن كان الجواب بـ"نعم"، فيجب عليك الإخبار بهما؛ لأنه لا يجوز إخفاء العيوب في مثل هذه الحالة، وإن كان الجواب بـ"لا"، فلا يلزم الإخبار بهما.
ثانيًا: وتأكد بما لا يترك مجالًا للشك أن زوجتك التي كتبها الله لك لن يمنعك منها الصدقُ، بل قد يكون هو السبب لتقديرك، والموافقة على زواجك؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].
ثالثًا: اصدُقْ وتوكلْ على الله سبحانه، ولا تستحي من أحدٍ، ولا تكذب، فهذه الأمور الحساسة لا يصلح فيها أبدًا إلا الصدقُ والوضوح، ولا يجوز فيها الكذب أو التأول أو إخفاء العيوب.
حفِظك الله، ورزقك التقوى، والصدق، والزوجة الصالحة.
وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.