عام من الحرب في السودان.. ملايين النازحين في تشاد يواجهون خطر المجاعة

منذ 7 أشهر 74

تمر الذكرى السنوية الأولى للحرب في السودان، بينما يواجه عشرات الآلاف من اللاجئين في مخيم في تشاد المجاورة خطر المجاعة، مع تزايد المخاوف من كارثة إنسانية واسعة النطاق.

تعاني أسرة الصادق أبو بكر صالح، المكونة من ستة أطفال، من الجوع ونقص الموارد في مخيم مكتظ باللاجئين، بعد رحلة شاقة قضتها من منزلها في السودان للوصول إلى هذا المخيم المرصوص بالخيم الزرقاء.

وقالت السيدة البالغة من العمر 42 عامًا، "أعلم أنني لا أمتلك قدرة التحكم بالمستقبل الذي يخبئه الله لنا (...) لدي أطفال تحت رعايتي الآن. ولا يوجد أي شيء يمكننا القيام به".

ومنذ 15 أبريل/نيسان 2023، تتفاقم الأزمة الإنسانية داخل السودان، حيث يقاتل الجيش السوداني، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قوات الدعم السريع، بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، الملقب بـ "حميدتي" من أجل السيطرة على الموارد والسلطة.

ووفقا للأمم المتحدة، أسفرت الحرب الدائرة منذ عام، عن نزوح ما يقرب من 9 ملايين شخص، فرّ أكثر من مليون منهم إلى خارج البلاد، وقتل الآلاف، بينما يعاني الملايين من الجوع وسوء التغذية ونقص الخدمات الأساسية.

وأعلنت الأمم المتحدة، أنها طلبت تمويلًا بقيمة 2.7 مليار دولار للاستجابة للاحتياجات الإنسانية، لكنها تلقت 155 مليون دولار أو 6٪ من المبلغ المطلوب، خاصة أن هذه الحرب أتت في وقت تكافح فيه الدول الغربية لتأمين الدعم لأوكرانيا للصمود في حربها مع جارتها روسيا.

ويتحمل الأطفال والنساء وطأة الأزمة بشكل خاص، حيث يعاني 3 ملايين طفل من سوء التغذية، بينما يفتقر 19 مليون طفل إلى التعليم. وتقول منظمات الإغاثة، إن النساء والأطفال يتحملون أسوأ ما في الصراع.

ولم تقتصر تداعيات الصراع الدائر في السودان بين الجنرالين على الداخل السوداني فقط، بل تمتد آثاره لتشمل الدول المجاورة، خاصة تشاد، التي تستضيف أكثر من 570,000 لاجئ سوداني وصلوا خلال العام الماضي.

ويحذر عمال الإغاثة من أن تشاد تواجه خطر حدوث كارثة إنسانية وشيكة، مع استنزاف الموارد بشكل كبير بسبب تدفق المزيد من اللاجئين.

ومع ازدياد عدد اللاجئين، تتضاعف الحاجة إلى الغذاء والمياه والإمدادات الطبية، بينما تُصبح موارد تشاد المحدودة غير كافية لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة. هذا، وينذر نقص المياه وطرق الحفاظ على النظافة بارتفاع خطر انتشار الأمراض المعدية، خاصة بين الأطفال.

وتُشير التقارير إلى ازدياد حالات الإصابة بأمراض خطيرة، مثل المضاعفات الرئوية والتهاب الكبد "إي"، وذلك نتيجة البيئة القاسية التي يعيشون فيها داخل المخيمات.

وتعمل منظمة أطباء بلا حدود على تقديم الرعاية الطبية لهؤلاء، لكن ازدياد أعداد المرضى يُشكل عبئًا كبيرًا على المنظمة.

وقالت كوردولا هافنر، منسقة مستشفى أطباء بلا حدود في المخيم، إن "العديد من أطفال المخيمات يعانون من سوء التغذية الحاد. وذلك بسبب نقص النظافة، وعدم الحصول على ما يكفي من الغذاء والمياه". وأكدت هافنر، أن هذه الأزمة مستمرة، وأن أعداد الأطفال المصابين بسوء التغذية في ازدياد.

ووفقاً للأمم المتحدة، أكثر من 16 ألف طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات وصلوا إلى تشاد من السودان، يعانون من سوء التغذية الشديد.

وهرب العديد من الأشخاص في هذا المخيم من أعنف المعارك، التي وقعت في منطقة دارفور غرب السودان. ومع ذلك، فإن الأشد يأسًا هم الذين تقطعت بهم السبل، ووجدوا أنفسهم محاصرين خلف خطوط القتال.

ورغم الظروف المأساوية التي يعيشها اللاجئون السودانيون في مخيمات تشاد، إلا أن هناك بعض قصص النجاة التي تُقدم بصيص أمل وسط المعاناة.

وقالت رشيد يايا محمد، وهي أم لستة أطفال، إنها تمكنت من الحصول على المساعدة الطبية في الوقت المناسب خلال حملها في شهرها السادس.

ومع اقتراب موسم الجفاف، تحذر المنظمات الإنسانية من تفاقم الأزمة، حيث تنفد احتياطيات الطعام وتزداد الإصابات بالملاريا مع هطول الأمطار.