عاش لأكثر من 7 عقود في "رئة حديدية".. وفاة بول ألكسندر عن 78 عاماً

منذ 8 أشهر 87

توفي الأمريكي بول ألكسندر، المعروف باسم "الرجل في الرئة الحديدية"، يوم الاثنين، عن عمر ناهز 78 عاماً، بعد أن قضى أكثر من 7 عقود داخل هيكل معدني إثر إصابته بشلل الأطفال وهو في السادسة من عمره.

وكان ألكسندر، المولود في في دالاس بولاية تكساس الأمريكية، واحداً من العديد من الأطفال الذين وُضعوا داخل رئتين حديديتين، حيث بلغ عدد الإصابات حوالي 58 ألف حالة، معظمها من الأطفال. 

وشلل الأطفال، الذي تم اكتشافه سنة 1952، هو مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي ويمكن أن يحدث شللاً تاماً في غضون ساعات من الزمن. 

وأصيب بول، طفل الست السنوات، بالشلل من الرقبة إلى الأسفل في عام 1952، ما جعله غير قادر على التنفس، ونُقل إلى المستشفى في تكساس، واستيقظ ليجد نفسه داخل الرئة حديدية الضغط، التي تستخدم لدفع الهواء إلى داخل الرئتين.

وقضى ألكسندر 7 عقود من حياته في الرئة الميكانيكية التي غطته من الرقبة إلى أخمص القدمين، بعد أن تركه شلل الأطفال غير قادر على التنفس. 

وساهم التطور الذي شهده الطب في العالم إلى اختراع بدائل للرئتين الحديديتين بحلول الستينيات، ما مكّن ألكسندر من التنفس وأتاح له مغادرة الرئة لفترات قصيرة من الزمن. 

وبالرغم من أن الأطباء لم يتوقعوا له سنوات طويلة من الحياة إلاّ أنه لم يستسلم لواقعه المرير، فتخرج ألكسندر من المدرسة الثانوية، ثم التحق بجامعة جنوب ميثوديست في دالاس بتكساس. 

وفي عام 1984، حصل على شهادة في القانون من جامعة تكساس في أوستن، وقُبِل في نقابة المحامين بعد عامين، ومارس مهنة المحاماة لعقود من الزمن.

في 2020 قال ألكسندر لصحيفة "الغارديان" البريطانية: "كنت أعلم أنني إذا كنت سأفعل أي شيء في حياتي، فيجب أن يكون أمرا يعتمد على العقل".

وفي العام نفسه، نشر مذكراته تحت عنوان "ثلاث دقائق لكلب: حياتي في الرئة الحديدية"، التي استغرقت كتابتها نحو 5 سنوات وباستخدام قلم مثبت على عصا مثبتة في فمه.

وفي مارس/أذار 2023، أعلنت موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية أن ألكسندر هو أطول مريض يعيش داخل رئة حديدية.

وأُصيب ألكسندر بكوفيد-19 في فبراير الماضي، وتلقى الرعاية الطبية داخل إحدى المستشفيات، قبل أن يغادر المستشفى.

ونعاه شقيقه فيليب، في منشور على فيسبوك، يوم الثلاثاء، "كان شرفاً لي أن أكون جزءاً من حياة شخص كان محبوباً، وألهم وأثر في الملايين، وهذه ليست مبالغة".