عادات محببة تتوارثها الأجيال.. شوارع ومساجد مصر تتزين استعداداً لاستقبال رمضان

منذ 8 أشهر 83

قبل ساعات من حلول شهر رمضان المعظم، تزينت واجهات المساجد المصرية بالأنوار، كما تم رفع طاقتها من أعمال صيانة وتطوير ونظافة شاملة، لاستقبال المصلين طوال اليوم، بناء على تعليمات من وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وسط حالة من البهجة والفرحة الكبيرة لرواد المساجد، كما تجملت الشوارع المصرية بالزينات و«الكهارب» والفوانيس الملونة، استعداداً لاستقبال شهر الصوم.

ومن العادات التي تم توارثها، ويحرص عليها كافة المصريين كل عام مع استقبال شهر رمضان، تعليق الزينة و«حبال النور» في واجهات منازلهم والشرفات، وسط أجواء روحانية ومبهجة في الأسواق والشوارع، مع الازدحام على محلات بيع التمور و«ياميش رمضان»، كما تنتشر في الشوارع الأغاني الرمضانية الشعبية، منها الأغاني القديمة مثل «رمضان جانا» و«مرحب شهر الصوم» والأغاني الحديثة مثل «رمضان كريم» و«رمضان في مصر حاجة تانية» وهى أغاني يشعر بها الجميع، وتساهم في خلق جو من البهجة والسعادة.

ويحرص الكثير من المصريين في هذه الأيام، على تبادل التهاني بقدوم الشهر بالطرق والوسائل المختلفة، كما تقوم مراكز الشباب في كافة المحافظات بوضع «دوري كرة القدم الرمضاني» وتنشغل ربات البيوت بتنظيف المنازل بشكل خاص، وخلال الشهر الكريم ينتشر «جدول العزائم» خصوصاً أول يوم، إذ يحرص الآباء والأمهات على دعوة أولادهم المتزوجين للإفطار، في جو تغلب عليه المودة والذكريات الطيبة، وإخبار الأحفاد كيف كان يبدو رمضان في الأعوام السابقة، فالتجمعات العائلية و«اللمة» والإفطار الجماعي، أهم ما يميز الأسر المصرية خلال شهر رمضان.

ويعد «طبق الفول المدمس» من الأشياء الثابتة في وجبة السحور، سواء الأغنياء أو الفقراء ويطلق عليه البعض «مسمار البطن» لكونه من الأكلات التي تعطى الشعور بالامتلاء والشبع طوال اليوم، وبجانب طبق الفول هناك «الزبادي» حسب مقدرة كل أسرة، فضلاً عن تناول البطاطس المقلية والبيض والفواكه وغيرها من الأكلات، وسط قرآن ما قبل الفجر حتى الأذان، وبعد صلاة الفجر تهدأ الأجواء، وهناك من يتوجه إلى عمله، والبعض يخلد إلى النوم.

ومن أهم مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في مصر «موائد الرحمن» وهى موائد طعام تنصب في الشوارع لإطعام المارة والفقراء الصائمين، وهي موائد يتسابق عليها أهل الخير، وبدأ خلال السنوات الماضية تجهيز ما يعرف بـ«شنطة رمضان» أو «كرتونة رمضان» بها بعض المستلزمات الغذائية، يتم توزيعها على الفقراء من أهل الحي أو الشارع، ومن الأشياء التي يحرص عليها أصحاب المحلات التجارية خصوصاً في القاهرة وبعض المحافظات، الإفطار الجماعي بنفس الشارع بدلاً من غلق محلاتهم والعودة إليها مرة أخرى بعد الإفطار، في منظر مهيب يعكس قدسية الشهر، وهو أمر يسعى إليه أصحاب المحلات للعاملين لديهم.

كما بدأت محلات «الكنافة» و«القطايف» أعمالها، حيث هناك إقبال على شرائها كعادة رمضانية، فضلاً عن وجود انتعاشه خلال شهر رمضان في بيع «المخللات» حيث يحرص المصريون على وضع «طبق المخلل» كنوع من فتح الشهية على سفرهم.