توجهت عدسات وسائل الإعلام خلال الأسابيع الماضية نحو لبنان، في ظل المواجهات الدائرة بين إسرائيل وحزب الله.
ومن المؤكد أن القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت جعل أنظار الناس تتحول نحو مطار رفيق الحريري الدولي، نظرًا لقربه الشديد من مركز القصف.
فمشهد إقلاع وهبوط الطائرات بفرق دقائق فقط عن الغارات التي تستهدف الضاحية اجتاح مواقع التواصل.
وقد ناقشنا هذا الموضوع مع الطيار السابق في شركة الطيران اللبنانية "ميدل إيست"، فادي رمضان، حيث حدثنا أكثر عن الإجراءات المتخذة في مثل هذه الظروف، كما تطرق لتجربة التحليق أثناء هجوم إيران الصاروخي الأول على إسرائيل.
وقال رمضان: "عند الحديث عن مفهوم النسبية، فإن الأمر يتعلق باستخدام البيانات والإحصائيات السابقة لإجراء التحليلات والاختبارات الحالية. هذا يعني أنه يجب أن تتوفر لديك معلومات سابقة لتتمكن من استخدامها في الوقت الحالي، أو حتى معلومات حديثة لتطبيقها".
وأشار رمضان إلى أنه في بعض الأحيان، تظهر أحداث غير متوقعة، وقال: "على سبيل المثال، كنت في الطائرة عندما حدث الرد الإيراني الأول على إسرائيل. وكنا في طريقنا إلى لبنان عبر السعودية، الأردن، وسوريا، ولكن تم تغيير مسارنا بشكل مفاجئ إلى مصر والأجواء القبرصية".
وأضاف: "أثناء التحليق فوق مصر، بدأت العملية تتصاعد ولم نكن نعلم سبب إغلاق الأجواء أمامنا ولم نكن على دراية بالعملية التي ستحدث. وعند اقترابنا من قبرص ولبنان، شاهدنا الصواريخ تتساقط، واتخذنا قرارًا فوريًا بعدم استكمال رحلتنا إلى لبنان".
وأكد رمضان أنه في ذلك الوقت "كانت هناك خطورة واضحة"، وقال: "لكنها كانت ظروف لا يمكن التنبؤ بها أو الاستعداد لها مسبقًا. والطيار في مثل هذه الحالات يجب أن يتخذ قراره بسرعة وثبات".
وأضاف: "في تلك اللحظة، قررنا الانخفاض بسرعة لتخفيف الضغط داخل مقصورة الطائرة، لأنه بحال كانت هناك شظايا قد تخترق الهيكل. فاتخذنا القرار بالتحليق نحو قبرص، وقضينا ليلة هناك قبل أن نتمكن من العودة إلى لبنان".