طموح زائد

منذ 1 سنة 325

طموح زائد


استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/2/2023 ميلادي - 24/7/1444 هجري

الزيارات: 34



السؤال:

الملخص:

فتاة جامعية تكون في زمرة الأوائل دائمًا، لكنها تريد أن تكون الأولى على دفعتها، وتسأل: ما النصيحة؟

التفاصيل:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا في الفرقة الثانية في كلية العلوم، أحب العلم وأجهد نفسي في تحصيله، وقد منَّ الله عليَّ بالتفوق؛ فمنذ أن كنت في المرحلة الابتدائية، وحتى اليوم، أكون في زمرة الأوائل بفضل الله تعالى، في فرقتي الأولى بالكلية حصلت على المركز الثاني، وما أريده هو أنني أريد أن أصبح الأولى على دفعتي، فماذا أفعل؟ أفيدوني من واسع خبرتكم، وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:

فليس عندكِ مشكلة تتطلب حلًّا، وإنما عندكِ طموح زائد بحيث لا ترضين بتفوق أحد عليكِ في الدراسة، وربما في غيرها أيضًا؛ ولذا فأوصيكِ بالآتي:

أولًا: شكر نعمة الله عليكِ بالتفوق، وعدم ازدرائها؛ لأنكِ لم تحققي الترتيب الأول؛ قال سبحانه: ﴿ وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، والله المنفرد بالعطاء والإحسان؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾ [النحل: 53]، أخبر سبحانه أنه مالك النفع والضر، وأن ما بالعبد من رزق ونعمة وعافية ونصر، فمن فضله عليه وإحسانه إليه؛ [تفسير ابن كثير].

ثانيًا: تذكري أنه بالشكر تدوم النعم وتزداد، فاحرصي على شكر ما حباكِ الله به من النعم؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

ثالثًا: انظري دائمًا لمن هم أقل منكِ، ولا تنظري دائمًا لمن هم أعلى منكِ؛ حتى لا تزدري نعم الله سبحانه، وتزدادي شكرًا لها؛ وتأملي كثيرًا الحديث الآتي، واجتهدي في العمل به: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فهو أجدر ألَّا تزدروا نعمة الله عليكم))؛ [متفق عليه، وهذا لفظ مسلم]، وفي رواية البخاري: ((إذا نظر أحدكم إلى من فُضِّل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه)).

رابعًا: تذكري أن ما حصل لكِ من الترتيب الثاني نعمة وقدر كتبه الله، وتذكري أنكِ لا تعلمين أين يكون الخير لكِ، فربما لو حصل لكِ الترتيب الأول الذي تطمحين له بشدة، لأعقبه حسد وتردٍّ في المستوى؛ وتأملي كثيرًا قوله عز وجل: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

خامسًا: ومع ما سبق، فلا بأس عليكِ بالطموح للأفضل من غير ازدراء للنعمة الحالية.

سادسًا: من أسباب تحقيق التفوق الدراسي الآتي:

١- حسن النية في طلب العلم.

٢- بذل الجهد البشري من غير اعتماد عليه.

٣- التوكل على الله سبحانه.

٤- كثرة الاستغفار.

٥- الدعاء.

٦- المحافظة على الواجبات والمستحبات الشرعية.

٧- ترك المعاصي والتوبة منها.

٨- تلمس أفضل الطرق للمذاكرة.

٩- الحرص على المذاكرة، خاصة المواد الصعبة في أوقات التركيز والصفاء الذهني، وأفضلها آخر الليل وبداية الصباح.

١٠- دعاء الوالدين.

١١- الابتعاد عن التوتر والخوف الزائد أثناء المذاكرة؛ لأنه يشتت الذهن، ويضعف التركيز والاستيعاب.

حفظكم الله، وزادكم توفيقًا.

وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومن والاه.