طلبت المساعدة من خبراء لأنهي عزوبة سبع سنوات

منذ 1 سنة 127

ليس التقليب في تطبيقات المواعدة عام 2023 سوى تمرين في اليأس. اختفاء مفاجئ. بعض اللمحات الشخصية الفارغة تماماً. مجرمون من وقت لآخر. إنها غابات متوحشة. ومع ذلك، يبدو أنه لا يمكن للمرء تفاديها - ولا سيما إن كان مثلي أنا التي يلاحقها وباء العزوبية المستمر، وتشكل جزءاً من مجموعة أصدقاء كلهم متزوجون وسعداء. حل علي يوم الحقيقة في يناير (كانون الثاني) من هذا العام عندما أدركت فجأة بأنني عزباء منذ سبع سنوات.

إن خاصية الذكريات في ملف الصور الموجودة على هاتفك قادرة على غرس سكين في قلبك على حين غرة. بعد أيام قليلة من رأس السنة، وصلني تنبيه وقح بأنني انفصلت عن صديقي الحميم الأخير "في هذا اليوم" من عام 2016. هالني الموضوع، ودفعني إلى التصرف بسرعة، فأعدت تنزيل تطبيقي "بامبل" و"هينج". نقبت عن صور سيلفي لا بأس بها، وحاولت التفكير في حقيقتين وكذبة يمكن أن أكتبها عن نفسي في اللمحة الذاتية في التطبيق، ثم أخذت أقلب الصور يميناً وشمالاً، أختار أشخاصاً أو أرفضهم بلا تفكير. لكنني استيقظت في الصباح التالي، لأجد بأن لا أحد تطابق معي. هبطت غمامة من الحزن على قلبي. وتنهدت قائلة في نفسي "أنا المشكلة، أنا"، مقتبسة كلمات تايلور سويفت بلا قصد، قبل أن أنتبه إلى أنه مع كل الوعي الذاتي الذي تتمتع به، فهي على الأقل تجد جو ألوين عندما تعود إلى المنزل. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبين بأنني شبه محقة - أقله في ما يتعلق بطريقة استخدامي للتطبيقات. كيف أعرف هذا؟ طلبت من أربعة خبراء في المواعدة على وسائل التواصل الاجتماعي أن يساعدوني في تجديد صفحاتي الشخصية. وكانت النتائج التي حصلت عليها ملهمة. علمتني تجربتي التي دامت أسبوعين مع الملفات الشخصية الحائزة على موافقة الخبراء بأن هناك طرقاً سيئة وأخرى أفضل لاستخدام التطبيقات. وقد أخبروني بأن الهدف الأساسي هو أن أسهل جداً على الشخص الآخر أن يفتح حديثاً معي.

تقول لي خبيرة المواعدة آلي جاكسون عندما أريها لقطات مصورة عن حسابي على "هينج" و"بامبل": "إحدى الأمور التي تخبرني النساء بأنها تحبطهن هو أن الشباب لا يفتحون معهن أحاديثاً جيدة، لكن ماذا تقدمين لهم كي يتمكنوا من ذلك؟"، وتخبرني بأن طرق التعامل مع هذا الموضوع سهلة. بدل أن تملأن الصفحة بإجابات نموذجية مثل "أحب السفر" أو "أحب النبيذ"، شاركن لمحة عن أنفسكن وعن الذي تبحثن عنه. واكتبن أسئلة مباشرة تسهل على الشخص الذي قد تتطابقن معه أن يتحدث معكن. مثلاً، يستحق سؤال "ماذا أطلب على طاولتي" إجابة تتعدى "رقائق بطاطا وجعة". حاولن مثلاً أن تكتبن "جعة للجميع - أطلب دائماً جعة آي بي إيه العكرة اللون (hazy IPA). ماذا تطلب أنت؟".     

تضيف جاكسون بأنه يجب أن تضيفي ملاحظات على كل صورك أيضاً. والبيانات التي يوفرها التطبيق تدعم هذا التوجه، إذ تشير إلى أن الصور المزودة بملاحظات تحظى بعدد أكبر من الإعجابات والتعليقات مقارنة بتلك التي ليس فيها ملاحظات. وتشرح بأن ذلك "يمنح الناس طرقاً سهلة للتحدث معك. ولا سيما على ’هينج‘، حيث لست الطرف الذي يأخذ الخطوة الأولى".

وتقول مارين هوغو التي اشتهرت على "تيك توك" في فبراير (شباط) بعد أن ضربت 28 موعداً غرامياً في 28 يوماً إن خيار الملاحظات يؤثر كذلك في نجاحك في التطبيقات. لم تكتف هوغو بإنجاز التحدي، بل التقت بثلاثة رجال واعدين تنوي الاستمرار بمواعدتهم. أطلب منها أن تشاركني أسرارها، فتقول لي "اختاري ملاحظات ممتعة وخفيفة، ولا تكتبي فقرة كاملة وكوني إيجابية". توافقها هذا الرأي إيلانا دن، الموظفة السابقة في "هينج" التي أصبحت اليوم مقدمة المدونة الصوتية "سيينغ أوذر بيبول" أو "مواعدة أشخاص آخرين". وتقول إن السلبية على تطبيقات المواعدة تقتل حماس الآخرين، معلقة بأن إحدى  الملاحظات التي كتبتها - "جحيمي الخاص هو المراحيض الوسخة" - "غير مثيرة". 

والعقبة الكبيرة المقبلة هي اختيار خمس صور لكن. فأول صورة في الملف الشخصي هي الأهم، كما يقول بنجامين دايلي، الكاتب ومدرب المواعدة الذي اكتسب أكثر من 1.2 مليون متابع على "تيك توك" بفضل فيديوهاته القصيرة جداً. ويقول لي "عليك التقاط صورة عالية الجودة لرأسك وكتفيك. الأمر كله في العيون - في تطبيقات المواعدة، يجب أن يرى الناس عينيك بسرعة لأن أول ثانية هي الأهم - تماماً مثل الحال على ’تيك توك‘". أما بالنسبة إلى الصور الأخرى في معرض الصور الخاص بك على صفحتك، فينصح دن بالصور الصريحة التي تبين اهتماماتك وتخبر شيئاً عنك. تفادي استخدام الصور القديمة، كما تضيف جاكسون، أو صور لك مع شخص آخر غيرك. وتقول "لا أحب الصور التي فيها شخصان لأنها تطرح موضوع المقارنة. أما صور السيلفي في المرآة، فأنصح بالتخلي عنها فوراً".

أرى الموضوع أشبه بمن يتوقع أن يحصل على قوام ممشوق وهو جالس على الأريكة

وإن كنت تغيرين ملفاتك الشخصية على تطبيقات المواعدة كلياً مثلي، فتنصحك دن بإلغاء حساباتك وفتح حسابات جديدة. وتشرح بأن "الخوارزمية ستتعامل معك بالطريقة نفسها وفقاً لملفك الشخصي السابق، والأشخاص الذين كانوا يتخطونك قبلاً بدل أن يختاروك. لكن لو بدأت من جديد، مع هذا الملف الجديد، بصور أجمل وملاحظات أذكى، يرجح أن يزيد عدد الأشخاص الذين سيختارونك عن قبل". إنها نوع من الحيلة في استخدام التطبيق: فسيعتقد بأنك مستخدمة جديدة وسيسعى إلى إعطائك أفضل تجربة ممكنة، وهكذا ستتمكنين من الوصول إلى أفضل الناس فيه. لكن دن تحذر من أن الأمر سينتهي بعد بضعة أيام. "ليست الحبة السحرية كما تبدو، لكنها ستساعد الخوارزمية في النهاية في أن تعرفك بشكل أفضل". 

بعد أن أصبحت صوري وملاحظاتي بحال أفضل من ذي قبل تقريباً، لاحظت زيادة في عدد الإعجابات التي أتلقاها على "هينج" بشكل شبه فوري. كما ازداد عدد الأشخاص الذين كنت أتطابق معهم على "هينج" و"بامبل". قضيت أسبوعاً وأنا أقدم نفسي وأنفتح على الآخرين، وأحضر نفسي لفتح محادثات جديدة. إن كان إصلاح اللمحة الشخصية عنك نصف المعركة، فالحديث مع توائم الروح المستقبليين هو معركة مختلفة كلياً. تنصح هوغو بإعطاء فرصة للأشخاص الذين قد لا تنجذبن إليهم عادة. وأكد كل الخبراء الذين تكلمت معهم على أنه لا حرج في أن تطلبن الخروج مع شخص يعجبكن ("إن لم تطلبي الشيء، فلن تحصلي عليه" كما تقول دن)، وبدلاً من التوجس من "القيام بالخطوة الأولى"، ما عليكن سوى أن تعدن تخيل ذلك المفهوم على أنه فتح حديث. وما يقترحه دايلي هو "ابدئي بالسلام، ثم قومي بملاحظة وألحقيها بسؤال"، وهو يسمي هذه المقاربة "المقدمة الهائلة".   

وفي هذا الإطار، نجحت حتى في ضرب موعد لتناول القهوة مع وصول التحدي إلى نهايته. لكن مع ذلك، شعرت بالإحباط تجاه الاحتمالات المطروحة لي. فقد انقضت فترة التواصل مع نسبة كبيرة من الأشخاص الذين تطابقت معهم فيما لم يرد بعضهم الآخر علي أبداً. وفي نهاية تجربتي، وجدت بأنني أفتح التطبيقات بوتيرة أقل فأقل، وأجاهد لكي أظل ملتزمة بالعملية. نجحت النصائح التي حصلت عليها إلى حد معين، لكنني لم أستطع التخلص من شعور الفتور الذي لازمني بشأن كل عملية تطبيقات المواعدة. كان الوضع كما لو أن لا أحد يريد أن يكون هناك - أنا ضمناً.

dating1.png

في حلقة حديثة من مدونتها الصوتية فايندينغ مستر هايت (العثور على السيد الطويل) تكلمت جاكسون عن النقاط التي تزعجها في أجواء التطبيقات. وتحدثت عن سوء التصرف على التطبيقات وعن التعرض للرفض "بشكل عشوائي من مجموعة أشخاص ما عادوا يريدون التطابق معي"، كما عن اعتقادها بأنها ليست الوحيدة التي تشعر بخيبة أمل من "تندر" أو "هينج" أو "بامبل". وتقول لي "إن شعور الإنهاك من تطبيقات المواعدة هو أمر يغذي نفسه بنفسه، لأنه عندما يشعر الأشخاص بالإنهاك، فإنهم يفقدون الحماس بشأن (التطبيقات) ويخف نشاطهم عليها. ونتيجة لذلك، يحصلون على عدد أقل من التطابقات أو تقل محادثاتهم مع الآخرين، وهذا يغذي الحلقة نفسها". كذلك، إن كان الأشخاص الذين تتفاعلون معهم على التطبيق لا يستخدمونه بانتظام، فستنتهي فترة تطابقكم معهم ولن تحصلوا على إجابات في الوقت المناسب. "ويستمر هذا الموضوع إلى ما لا نهاية".  

وتجيب دن، عندما أسألها عن الارتفاع في الشعور المعادي للتطبيقات "لا أعرف من يتحمل الجزء الأكبر من الملامة - تطبيقات المواعدة أم وسائل التواصل الاجتماعي". يكشف وسم #تطبيقات_المواعدة على "إنستغرام" و"تيك توك" آلاف الفيديوهات لأشخاص عازبين يشتكون من إيجاد الحب في الفضاء الإلكتروني. وتضيف دن "إن هذه المنصات موجودة من أجل مساعدتكم في إيجاد الحب لكن ذلك لا يعني بأن الأمر سهل". وهي تعتقد بأن معظمنا لا يستخدم التطبيقات بالطريقة الصحيحة. وتتابع بقولها "وحتى لو كنتم تستعملونها بالطريقة الصحيحة، لا شيء يضمن بأنكم ستعثرون على الشخص المناسب لكم. في النهاية، قد تقضون كل وقتكم وتسخرون كل طاقتكم الذهنية على التطبيقات من دون الحصول على أية نتيجة ومن دون أن تضربوا أي موعد غرامي".

إن أضفنا إلى ذلك الطريقة التي تطلعنا فيها وسائل التواصل الاجتماعي على نجاح علاقات الآخرين، يصبح من السهل على المرء أن يشعر بأنه آخر العازبين. لكن يبدو بأن السر من أجل كسر هذا الإحباط يتعلق بتغيير توقعاتك.  

ويقول دايلي "يتطلب ذلك جهداً يفوق توقعات معظم الناس. أرى الموضوع أشبه بمن يتوقع أن يحصل على قوام ممشوق وهو جالس على الأريكة. لن يحصل ذلك. عليك أن تكون مستعداً للوقوف أمام الآخرين، والتعرض للرفض وربما لأن يكسر قلبك في سبيل العثور على ما تريده فعلاً".

في ختام تجربتي الصغيرة مع المواعدة، يمكنني أن أؤكد بأن إيجاد الحب في التطبيقات يشبه التمرين الجسدي المضني - فنتائجه ليست فورية ولا مضمونة. على الأقل، أشعر بأن قلبي أقوى من أي وقت مضى، وهذه ميزة غير متوقعة بفضل عزوبة سبع سنوات. قد أستمر بالتقليب في التطبيقات لفترة أطول قليلاً.