يمكن لألعاب الفيديو الافتراضية أن تجعل من الأطفال ضحايا التحرش الجنسي من لدن البيدوفيليين، الذين يستخدمون وظائف الدردشة في ألعاب الفيديو لاستدراج ضحاياهم الأطفال من مختلف دول العالم عبر "الاستمالة السيبرانية".
استدراج الضحايا
وبحسب موقع صحيفة Tagesschau الألمانية فإن بعض المجرمين يستدرجون الأطفال في علاقات جنسية من خلال "الاستمالة السيبرانية"، وبلغ عدد الضحايا الآلاف.
وغالباً ما يتظاهر المجرمون بأنهم أطفال وفي وضع صعب، ويكسبون ثقة الأطفال، ويهدفون إلى جعل الأطفال يدمنون اللعب والحديث معهم، ثم يصلون إلى مرحلة يرتبط فيها الطفل بالضحية ثم مرحلة الإدمان.
وبحسب الصحيفة الألمانية يتواصل المجرمون مع هؤلاء الأطفال من خلال وظيفة الدردشة لعديد من ألعاب الفيديو الشهيرة عبر الإنترنت مثل Fortnite أو منصات مثلTwitch أوDischord .
ويتجنب الأطفال الحديث مع عائلاتهم في هذا الموضوع بسبب الخجل، وفي عدد من الدول تعتبر الاستمالة عبر الإنترنت بمثابة تحضير للاعتداء الجنسي على الأطفال، من ثم يعاقب عليها القانون.
لكن ليست جميع العائلات تدرك أن ألعاب الفيديو يمكن أن تتحول إلى فضاء للتحرش الجنسي، وفي هذا الصدد تتحدث حنان، أم بالغة 43 سنة، عن تجربتها مع التحرش الجنسي بطفلها في ألعاب الفيديو، قائلة "كنت مثل أي أم تعتبر أن ألعاب الفيديو مجرد ألعاب للتسلية، إلى أن فتشت هاتف طفلي لأجد أنه يتواصل مع شخص يطلب منه أن يبعث له صوره عارياً".
شعرت بالذنب
وتضيف حنان "لقد صدمت بخاصة أنه تعرف إلى هذا الشخص في ألعاب الفيديو، لقد شعرت بالذنب لأني تركت ابني البالغ من العمر سبع سنوات بمفرده من دون مراقبة، يتعرض للتحرش الجنسي من طرف هؤلاء الوحوش".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتتابع المتحدثة ذاتها "حاولت منعه من استعمال ألعاب فيديو مرة أخرى، لأنني لا أفهم طبيعة عمل ألعاب الفيديو، فهذه أفضل طريقة لأحمي ابني".
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإنه "قبل ست سنوات تم الإبلاغ عما يزيد على 50 حالة تحرش جنسي بالأطفال في الفضاء الافتراضي، وفي عام 2018 تلقى مركز الإبلاغ بالفعل 1500 بلاغ عما يسمى بحالات الابتزاز الجنسي، وتشير الصحيفة إلى أن عدد الحالات غير المبلغ عنها أعلى بكثير".
وأطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI حملة توعية في خريف 2019 بسبب زيادة الأفعال الإجرامية ضد الأطفال في الألعاب عبر الإنترنت، وشدد على ضرورة أن يتحدث الأطفال والشباب إلى عائلاتهم إذا لاحظوا أن الأمور تخرج عن نطاق السيطرة.
يلاحق المتحرشون الأطفال ضحاياهم بشكل متزايد في ألعاب الفيديو مثل Fortnite، إنهم يسعون إلى التواصل مع القاصرين أثناء الألعاب المتعددة اللاعبين ويوقعونهم في الفخ، وفي بريطانيا حكم على مجرم يبلغ من العمر 23 سنة بالسجن لمدة عامين ونصف العام، بسبب تحرشه بطفل في لعبة Fortnite.
أفاتار مغتصب
ولم يكن الطفل البالغ من العمر سبع سنوات هو الضحية الوحيدة، فقد سعى الجاني أيضاً إلى الاتصال بطفل يبلغ من العمر 12 سنة، إذ أعطاه بطاقته الائتمانية حتى يتمكن الصبي من شراء ألعاب الفيديو، وفي المقابل طلب منه أن يرسل له صوره عارياً.
وفي سويسرا تتم متابعة رجل بالغ من العمر 40 سنة بسبب أن "أفاتار" الخاص به اعتدى جنسياً على "أفاتار" طفل قاصر في إحدى ألعاب الفيديو، وكان الرجل قد دين في عام 2015 بسبب توزيع مواد إباحية على طفل يقل عمره عن 16 سنة.
يجب محاسبتهم
وبحسب الباحثة في علم النفس السويسرية مونيكا إجلي "هناك بعض الأشخاص الذين تراودهم رغبات اغتصاب الأطفال، وبالنسبة إليهم ممارسة جريمة الاغتصاب في الفضاء الافتراضي أمر مميز للغاية، ولا أفهم لماذا يفعلون ذلك، لكن لو حدث ذلك افتراضياً فلا ينبغي التقليل من شأنه يجب محاسبتهم".
وحول هل يمكن أن يكون الاغتصاب الافتراضي تمهيداً للاغتصاب الواقعي، تجيب الباحثة في علم النفس بأنه "لا يمكننا قول ذلك، يجب تقييم الحالات بشكل فردي، قد يستخدم الشخص هذا الاغتصاب الافتراضي كمنفذ ليعيش خيالاته عبر الإنترنت وليس في الواقع، وعلى رغم ذلك فإن مثل هذه الصور يمكن أن يكون لها تأثير كبير وقد تجعلهم مجرمين".