طرفا النزاع في السودان يتبادلان الاتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار

منذ 1 سنة 147

تبادل الطرفان اللذان يتنازعان السلطة في السودان الاتهامات، بشأن انتهاك وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في جدة بوساطة أميركية سعودية، ودخل حيز التنفيذ ليل الإثنين.

كان الوسطاء الأميركيون والسعوديون أعلنوا بعد أسبوعين من المفاوضات، التوصل الى هدنة تعهّد الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، باحترامها، إلا أنهم أكدوا أن "القتال في الخرطوم بدا أقل حدة (...) لكن المعلومات تفيد أنهما انتهكا" الهدنة منذ بدء سريانها رسميا.

وليل الأربعاء الخميس اتهمت قوات الدعم السريع الطرف الآخر، في بيان نشرته على حسابها على موقع تويتر، "باختراق قوات الانقلابيين وفلول النظام البائد المتطرفة اليوم (الأربعاء)، الهدنة الإنسانية المعلنة"، وأضافت أن قوات الجيش "قامت بالهجوم على قواتنا في عدد من المحاور عبر الطيران الحربي والقصف المدفعي والهجوم البري"، مشيرة إلى "إسقاط طائرة ميغ يوجد حطامها في منطقة أُمبدة" بأم درمان غرب العاصمة.

ورد الجيش في بيان نشره على صفحته على موقع فيسبوك قائلًا: "إن المليشيا المتمردة تواصل انتهاك الهدنة المعلنة منذ بدايتها طبقاً لاتفاق جدة"، وأتهم قوات الدعم السريع بـشن "هجوم على مدينتي الجنينة وزالنجي (في دارفور) ومواصلة احتلال المستشفيات واحتلال مطبعة النقود وسك العملة".

منذ 15 نيسان/أبريل، أسفر النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع عن مقتل مئات الأشخاص، وأجبر أكثر من مليون نسمة على النزوح، وأكثر من 300 ألف آخرين على اللجوء إلى الدول المجاورة.

وبحسب بيانات موقع النزاعات المسلحة ووقائعها (أيه سي إل إي دي)، بلغت حصيلة القتلى منذ اندلاع المعارك 1800 شخص، سقط معظمهم في العاصمة وفي مدينة الجنينة عاصمة غرب دارفور.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وجه رسالة إلى السودانيين، غداة توقيع اتفاق جدة وقال فيها: "إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف. سنحاسب المخالفين من خلال عقوبات نفرضها ووسائل أخرى متاحة لنا".

من جهته، أكد مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في تصريحات للصحافيين في جنيف الأربعاء أنه "رغم اتفاقات وقف إطلاق النار المتتالية، لا يزال المدنيون يتعرضون لخطر الموت والإصابة بين عشية وضحاها تلقينا تقارير عن طائرات مقاتلة في الخرطوم، ووقوع اشتباكات في بعض مناطق المدينة، وكذلك في بحري وأم درمان".

لكن منذ بداية الحرب، تم الإعلان مرارا عن اتفاقات لوقف النار تعرضت للانتهاك في كل مرة. ورغم تواصل المعارك، أكد سكان في العاصمة أنهم استغلوا تراجع حدّتها هذه المرة، للخروج من منازلهم وقضاء حوائجهم.