دائماً ما يثار سؤال بين المهتمين بأسواق الأسهم، أياً كانت هذه الأسواق محلية أو إقليمية أو عالمية، والسؤال هو: هل هناك توقيت معين لشراء الأسهم؟ أو ما أفضل وقت لشراء الأسهم؟ وأيضاً هل هناك توقيت معين للبيع؟ أو ما أفضل وقت للبيع؟
وتختصر الإجابة بأنه كلما كانت قيم الأسهم المتداولة دون قيمها العادلة، فإنه وقت للشراء طبعاً في الأسواق المستقرة، وتقاس القيم العادلة بمقدار العائد مقابل القيمة السوقية للسهم، وأقصد هنا الأرباح الموزعة من قبل الشركة مقابل السهم، فكلما ارتفع العائد أصبح السهم مغرياً للشراء، وكلما ارتفع العائد على السهم قلت فترة الاسترداد، بمعنى أنه إذا ارتفع العائد على السهم قل عدد السنوات التي تسترد فيها قيمة سهمك السوقية، وبالطبع هناك معيار تاريخي لكل سوق من أسواق الأسهم يقاس به معدل الأرباح السنوية، وفي السوق السعودية يتراوح المعدل التاريخي للأرباح الموزعة ما بين (3.5 - 2.5) في المائة، وعلى هذا المعدل يمكن القياس. وهناك معايير أخرى لتقدير القيمة العادلة للسهم، منها القيمة الدفترية أو حقوق المساهمين.
وبالنسبة للبيع، فإنه كلما ارتفعت القيم السوقية للأسهم فوق قيمتها العادلة، فإن ذلك يعد وقتاً للبيع، ومن المعروف أن الحروب والأزمات تخلق فرصاً للشراء؛ لذلك يقول وارن بافيت: «اشتر على طبول الحرب، وبع على أنغام الموسيقى»، أي إن الشراء يكون مناسباً أوقات الأزمات، والبيع يكون مناسباً أوقات السلم والرخاء؛ لأن الناس تقبل على الشراء، فترتفع قيم الأسهم السوقية.
لذلك؛ يكون البيع مواتياً مع تحقيق المكاسب، ويقول مؤلف كتاب «الأب الغني والأب الفقير»: «اشتر إذا رأيت الدم في الشارع»، أي وقت الحروب والأزمات.
وسوق الأسهم السعودية لا تخالف قواعد الأسواق؛ لذلك نراها مع بدء «طوفان الأقصى»، السبت الماضي، بدأت تتراجع حتى كسر المؤشر 10500 نقطة متراجعاً، ويوم الخميس الماضي تراجعت بعد الافتتاح نحو 100 نقطة، ولكنها ومع قرب الإقفال بدأت بالتصحيح ليغلق المؤشر مرتفعاً، خصوصاً بعد أن توقع المتعاملون عدم امتداد الحرب إلى بعض دول الإقليم، وهذا يؤكد أن الحروب والأزمات تكون مواطن شراء؛ لأن أسعار الأسهم تتراجع بشكل حاد، ما يجعلها مغرية للشراء، لا سيما أن معظم المتداولين يتوقعون أن تصعد أسعار الأسهم مع افتتاح السوق اليوم الأحد. ودمتم.