«طاش العودة» يحبس القصبي والسدحان على ذمة التكرار والماضي

منذ 1 سنة 175

بين الانطلاقة الجديدة والعودة إلى الزمن الجميل، أضاعت أقطاب المسلسل الشهير «طاش ماطاش» وجهتها على ما يبدو، إذ لم يكن ظهور هذا الجزء الجديد من المسلسل؛ الذي جاء بعد مخاض صعب بعد توقف دام نحو 12 عاماً، على قدر التطلعات والترقب -حتى الآن على الأقل- وهو يتوكأ على «كاركتراته» السابقة التي لم تحتفظ بشيء من جمالها برأيي إلا بالشخوص الشكلية التي حُبس فيها إبداع النجمين ناصر القصبي وعبدالله السدحان، دون أن تنجح أدوارهما في إبهار المشاهدين أو مفاجأتهم!

شخصيات وحلقات تكررت في 18 جزءاً مضت، دونما ابتكار في النص أو إضافة يمكن وصفها بالمطورة، حتى أن بعض المشاهد أعادتنا نصاً إلى الحلقات الأولى التي عُرف بها طاش، وهو ما يؤخذ على عملاقي الكوميديا السعودية القادرين على الخروج من التكرار المفلس بابتكار مدهش ومثير، بشخصيات وأفكار يمكن لها أن تمنح العمل استدامة ناجحة وجاذبية أوسع..

انتصفت حلقات المسلسل، وما زال أبطاله يقاومون المنافسة الشرسة من أعمالٍ أخرى في الفترة الذهبية، بدأت في سحب الأعين من مشاهد طاش العودة..

اجترار الشخصيات الشهيرة مثل «فؤاد» و«أبوعلي» وغيرهما، لم يكن يستدعي إقحام بقية الشخصيات لمجرد المشاركة، إذا بدوا أنهم على هامش محاور الحلقة، والإشكالية التي واجهها الفريق هي في ضعف الأفكار المطروحة وتقليديتها وبعدها عن الواقع الحالي، فالفارق نحو 20 عاماً بين ظهورها الأول وظهورها اليوم..

ربما استهدف قطبا العمل السدحان والقصبي الجيل الجديد الذي لم يشاهد الأجزاء السابقة، وهو ما يفسر لجوءهما لمشاهير مواقع التواصل، لكنهما صَدما من شاهدوا الأجزاء بتكرار الشخصيات وضعف النقد، وكذلك ازدواجية الأهداف والرسائل، ومنها نقد من يتبنى ويصنع «مشاهير السوشال ميديا» وضعف محتواهم وتفاهة تفكيرهم، لكنه يقدمهم أبطالاً لبعض الحلقات، ربما طمعاً في كسب جمهورهم واستمالتهم..

قد تخبئ الحلقات القادمة مفاجآت تغير بوصلة النقد، وتبرهن على قدرة النجمين القصبي والسدحان على الابتكار والقوة والنجاح!