أتم المسلسل الأشهر محلياً «طاش العودة» حلقاته العشرين على مضض شديد على ما يبدو، إذ بدا كل شيء فيه باهتاً مهترئاً وبلا قيمة فنية تُذكر باستثناء حلقة أو حلقتين، عاد وهو يتنفس القضايا بمحتوى مهزوز وأداء أعرج، لم ينجح حتى المتسامحون نقدياً في الشفاعة لهم، لأنها عودة مخيبة ليست على قدر تاريخ العمل وجمهوره.
فشل طاش حتى في محاولاته استجداء ذكرياته وزمنه الجميل، إذ كانت الروح الجماعية مفقودة، والتجانس الفني معدوماً ما بين عبدالله السدحان وناصر القصبي، فلم تتفاعل بينهما كيمياء الكوميديا ولم يفلحا في تخطي خلافاتهما الشخصية الطويلة.
أكثر ما افتقده النجمان، هي ورش العمل الفنية والعصف الذهني الذي كان منطلق إبداعهما في الأجزاء الماضية، فالتعاطي مع السيناريوهات المعلبة والقوالب الجاهزة أفقدهما الابتكار والإضافة الحقيقية، فلم يكن توظيف غالبية القضايا في الحلقات مناسباً، وأقحمت عنوة في قوالب درامية لا تناسبها بنصوص خالية من الابتكار والحبكة الفنية الجاذبة.
طيلة عقدين لم يمر موسم على «طاش» على هذا النحو الضعيف من التفاعل، ولم يفلح في استمالة جيل الشباب الجديد بنجوم «السوشيال ميديا»، الأمر الذي يثير الشكوك في أن نشاهدهما مجدداً في طاش العام القادم، في ظل التوقعات بتراجع حدة المطالبة باستمراريته، بعدما أوحى تكرار الشخصيات والقضايا بأن لا جديد سيقدم في حال استمرارهما.