طارق السويدان... وبقية الطوارق

منذ 1 سنة 205

طارق السويدان. ناشط إخواني قيادي إعلامي كويتي، معروف بحيويته الحركية، ودأبه المستمر في تدعيم فكر جماعة الإخوان والبحث عن مناطق جديدة، في السياسة والثقافة، لدى الأجيال الجديدة خاصة.
أول ما عرفه المتلقي السعودي، في بداية الألفية الجديدة، عبر مجموعات «ألبومات» أشرطة كاسيت، عن التاريخ الإسلامي، والسيرة النبوية وعهد الخلفاء الراشدين والعهود الأندلسية وغيرها، وكنت ألاحظ حينها، ورغم جماهيرية الرجل، أنه متطفل على المادة العلمية التراثية، وكان يقع في أخطاء بدائية في نطق أسماء الأعلام والمواضع، وهذه أهون الأخطاء.
ثم انتقل إلى مرحلة جديدة وهي الثرثرة عما يسمى «تطوير الذات» وغرف كثيراً من الهراء الذي كان يسلب ألباب العامة وأشباه العامة، وكان نجم المراكز والغرف التجارية ويتفاعل ويتقاتل الناس على سماع ترهاته هو وأمثاله من نجوم الوعظ «المودرن» من خطباء ونشطاء الإخوان.
لكن طارق لم يكن يتصرف منفرداً، وإن كان منغمساً في الإعجاب بذاته، بل هو جزء من برنامج إخواني صحوي ذاك الوقت يستهدف بناء مادة إعلامية عن التاريخ ثم عن الإدارة، لتوجيه المتلقين وفق أفكار وتصورات الإخوان في هذه المجالات.
أثناء الربيع العربي - بل الإخواني - باح نجوم الإخوان بالسر المكتوم، ومنهم طارق السويدان وسلمان العودة والبقية... وكلحت أنيابهم لغير تبسم!
من أجل ذلك كله فلا غرابة من فضيحة طارق الإخواني - على فكرة هو فخور بإخوانيته ويعلنها - الأخيرة.
قال السويدان في التغريدة المتداولة على «تويتر» قبل حذفها، من طرفها هو: «المسجد الحرام والمسجد الأقصى شقيقان جمعهما الوحي وتجمعهما أنوار ليلة القدر وبركاتها... نسأل المولى سبحانه أن يجمعهما التحرير قريباً غير بعيد وأن يرزقنا الصلاة فيهما على خير حال».
وهنا ثار الناس عليه، بسبب مطالبته «بتحرير» الحرم المكي! فحاول طارق متذاكياً أن ينسحب بدعوى أن ذلك من خطأ إدارة حسابه... لكن سبق السيف العذل.
هنا تصبح القضية الأهم: هل هذا الكادر الإخواني الكويتي وحده من يتذاكى في عالم الإعلام ومنصات «تويتر»، أم ثمة «طوارق» كثيرة بصور جديدة على منصات البودكاست و«تويتر» و«تيك توك» وغيرها؟
يتلاعبون في كل حين:
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها
فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ؟