طائرات وغواصات ووسام الصليب الأكبر.. غنيمة مودي من زيارته لفرنسا

منذ 1 سنة 155

تشكّل الهند قوّة أساسيّة، فهي أكبر بلد لناحية عدد السكّان وعملاق اقتصادي يتسبّب بانبعاثات كثيرة لغازات الدفيئة وتملك السلاح النووي. وهي محور استقطاب عالمي.

زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى باريس هي فرصة لتعزيز العلاقة الاستراتيجيّة مع هذا اللاعب الرئيسي الذي أعلن عن طلبيّة مُقاتلات رافال وغوّاصات. فكثرا ما اعتبر إيمانويل ماكرون أنّ الهند دولة "عملاقة في تاريخ العالم وشريك استراتيجي وبلد صديق". لدى وصوله، غرّد مودي على تويتر "أتطلّع إلى تعزيز التعاون بين الهند وفرنسا خلال هذه الزيارة".

طائرات وغواصات ...

والخميس، أعلنت الهند التي طلبت بالفعل 36 مقاتلة رافال لسلاحها الجوّي، موافقتها المبدئيّة على شراء 26 مقاتلة رافال أخرى بحرية وثلاث غواصات من طراز سكوربين، في يوم وصول رئيس وزرائها إلى فرنسا.

وقالت وزارة الدفاع الهنديّة في بيان إنّ المجلس المسؤول عن مشتريات الدفاع قد وافق على مقترحات للشراء، وأضاف البيان أنه ما زال يتعيّن التفاوض على السعر وشروط أخرى مع الحكومة الفرنسية.

ومقاتلات رافال البحرية التي ستشتريها الهند مخصّصة لحاملة الطائرات الهنديّة "اي ان سي فيكرانت" المحلّية الصنع.

وأتمّت الهند صفقة شراء ستّ غواصات سكوربين، وأشار البيان إلى أنّ الثلاث الإضافيّة ستبنيها شركة "مازغون دوك" قرب مومباي، ما سيوفر "فرص عمل كبيرة في القطاع المحلي".

"توافق المواقف"

تلتقي مواقف البلدين في بعض ملفات العلاقات الدولية. وتريد باريس أن تكون قوة توازن في العالم، مكثفة قنوات الحوار وساعية إلى أن تكون جسرا بين الكتلة الغربية وبقية العالم.

قال مودي في مقابلة مع صحيفة "ليزيكو" "لدينا رغبة الاستقلالية الاستراتيجية نفسها. يتمسك بلدانا بعمق بالقانون الدولي ونريد أن يكون العالم متعدد الأقطاب"، مؤكدا أن الهند ترى في فرنسا "أحد شركائها الدوليين الرئيسيين".

وتعتمد الهند التي تقف في الخطوط الأمامية في وجه بروز قوة الصين، الانفتاح على أطراف عدّة حيث تستمرّ على سبيل المثال في التعاون مع روسيا التي نبذها الغرب منذ غزوها أوكرانيا.

وقال الباحث فيليب لوكور من مركز أسبي "يشدد إيمانويل ماكرون على أن فرنسا والهند تتشاركان الرؤية نفسها للسلام والأمن في أوروبا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ" في إشارة إلى منطقة واسعة تشمل هذين المحيطين وتشهد توترات دولية متنامية بين بكين وواشنطن وحيث لفرنسا مصالح وأراض ما وراء البحار.

حقوق الانسان

قال وزير الشؤون الخارجية الهندي فيناي كوارتا إن محادثات مودي وماكرون ستتناول مواضيع عدّة كـ "التعاون الأمني والتعاون الفضائي والنووي والمدني والتكنولوجي ومكافحة الإرهاب والأمن السيبراني والتغير المناخي ومصادر الطاقة المتجددة".

تشكّل الهند قوّة أساسيّة، فهي أكبر بلد لناحية عدد السكّان وعملاق اقتصادي يتسبّب بانبعاثات كثيرة لغازات الدفيئة وتملك السلاح النووي. وهي محور استقطاب عالمي.

ويرى خبراء أن "نفوذ الهند زاد بشكل كبير في السنوات الأخيرة" في إشارة إلى احتلالها حاليا رئاسة مجموعة العشرين.

نجحت فرنسا في نسج علاقة مميزة مع الهند "لأنها نادرا ما تُعلّق على الشؤون الهندية الداخلية وهذا ما ترحّب به الهند"، حسبما أكد كونستانتينو كزافييه من مركز الأبحاث طسي إس ايه بي".

تذمر وانتقادات

ولكن منظمات غير حكومية ومؤسسات دولية تنتقد الحكومة الهندية، إذ ندد موقعون على مقال نشرته صحيفة "لومانيتيه" الشيوعية الفرنسية مؤخرا "يستمر ناريندرا مودي ... وحكومته القومية الهندوسية بانتهاك حقوق الإنسان والديموقراطية" ودعوا إلى تظاهرة بعد ظهر الخميس في باريس.

ورأى فيليب بولوبيون مدير مكتب هيومن رايتش ووتش أنّه "في الـ 14 تموز/يوليو نحتفي بالحرية والمساواة وثمة خيار واضح لنُظهر للهند أن فرنسا مستعدة لعلاقة معمقة واستراتيجية أكثر". وأضاف "هذه العلاقة يجب أن تستند لأسس متينة وقيم مشتركة، واحترام حقوق الإنسان جزء من هذه القيم".

خرج عشرات المتظاهرين بينهم اثنان من نواب اليسار الراديكالي الخميس في باريس للاحتجاج على هذه الزيارة ورفعوا لافتات ندّدت إحداها "بالاستقبال الحار لعدو حقوق الإنسان".

في مدينة ستراسبوغ، طالب البرلمان الأوروبي الخميس في قرار غير ملزم بإدماج حقوق الإنسان "في جميع المجالات" التي تغطيها الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والهند.

وسام برتبة الصليب الأكبر

ومنح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ضيف الشرف في احتفالات 14 تموز/يوليو وسام جوقة الشرف من رتبة الصليب الأكبر، كما أعلن الإليزيه الجمعة.

وقالت الرئاسة الفرنسية إن "هذا الوسام يشكل تحية لدور رئيس الوزراء في علاقة الصداقة والثقة الممتازة" بين باريس ونيودلهي.

وحضر رئيس الوزراء الهندي مع الرئيس الفرنسي صباح الجمعة العرض العسكري لليوم الوطني في جادة الشانزليزيه.

وتحتفل باريس ونيودلهي هذه السنة بالذكرى الـ 25 لشراكتهما الاستراتيجية، التي تطمح فرنسا إلى تعزيزها لكي تتمتع بثقل في منطقة آسيا-المحيط الهادىء رغم أن الهند تواجه اتهامات من منظمات غير حكومية باعتماد نزعة سلطوية.