أعلنت السلطات في منطقة ليبيتسك الغربية الروسية حالة الطوارئ وأجلت أربع قرى في الساعات الأولى من صباح الجمعة بعد تعرض المنطقة لهجوم "ضخم" بطائرات مسيرة أوكرانية
وقد أكد المحافظ المحلي إيغور أرتامونوف عبر تيليجرام أن الطائرات المسيرة استهدفت منشأة للبنية التحتية للطاقة، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء في بعض المناطق، رغم أن الإمدادات عادت لاحقًا إلى معظم المنازل المتأثرة.
أفاد أرتامونوف أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية تمكنت من اعتراض 19 طائرة مسيرة، فيما أسفر الهجوم عن إصابة تسعة أشخاص. وفي وقت لاحق، أفادت وسائل الإعلام الروسية باندلاع حريق في قاعدة جوية عسكرية بالمنطقة.
التطورات في كورسك:
في الوقت ذاته، تواصل القوات الأوكرانية تقدمها في منطقة كورسك الروسية، حيث تسعى كييف لاستغلال التوغل المفاجئ لزعزعة استقرار روسيا، وتحويل الانتباه وإضعاف معنوياتها بعد عامين ونصف من الغزو الروسي الكامل لأوكرانيا. على الرغم من إعلان رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، فاليري جيراسيموف، عن وقف التوغل، تستمر المعارك العنيفة في المنطقة.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها وجنودها تمكنوا من صد الهجمات الأوكرانية وإيقاف تقدمهم نحو عمق المنطقة، التي تبعد حوالي 500 كيلومتر جنوب غرب موسكو.
وقد أشار معهد دراسات الحرب الأمريكي إلى أن القوات الأوكرانية قد تمكنت من التوغل حتى 15 كيلومترًا في الأراضي الروسية، على الرغم من أن هذا لم يتم تأكيده رسميًا.
وفي اتصال فيديو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أكد الحاكم المؤقت لكورسك، أليكسي سميرنوف، أن المنطقة ستقوم بتجهيز محطات الوقود بوحدات الحرب الإلكترونية وتوفير دفاعات مدرعة غير محددة. وكشفت السلطات المحلية أن الهجوم أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم اثنان من عمال الإسعاف، وإصابة 66 شخصًا، بينهم تسعة أطفال.
ردود الفعل والتداعيات:
قال بوتين إن الهجوم هو "استفزاز واسع النطاق" شمل "قصفًا عشوائيًا للمباني المدنية والمنازل والسيارات الإسعافية". وأضاف أن الجنرال فاليري جيراسيموف أخبره عبر الفيديو بأن حوالي 100 جندي أوكراني قُتلوا وأصيب أكثر من 200 آخرين، لكن لم يكن بالإمكان التحقق المستقل من هذه المزاعم.
رفض جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، التعليق على العملية، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تواصل التواصل مع الأوكرانيين لفهم الوضع بشكل أفضل.
الهجوم على كورسك يعد من أكبر الهجمات العابرة للحدود التي نفذتها أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي في 24 فبراير 2022. قد يكون هدف كييف من هذا الهجوم هو جذب الاحتياطيات الروسية إلى المنطقة، مما قد يضعف العمليات الهجومية الروسية في مناطق أخرى من شرق أوكرانيا.
ومع ذلك، قد يعرض هذا التوسع القوات الأوكرانية للخطر على الجبهة الطويلة التي تمتد لأكثر من 1000 كيلومتر. وأشار ميخايلو بودولياك، المستشار البارز لزيلينسكي، إلى أن الهجمات في المناطق الحدودية ستجعل روسيا تدرك أن الحرب تتسلل ببطء إلى داخل أراضيها، مما قد يحسن موقف كييف في المفاوضات المستقبلية مع موسكو.
تجدر الإشارة إلى أن روسيا قد واجهت بشكل سريع هجمات سابقة عبر الحدود، لكن تلك الهجمات أثارت الإحراج وأدت إلى أضرار ملموسة.