ضمير مهني

منذ 3 ساعة 11

> عادة ما تتكاثر المقالات المكتوبة بمناسبة رحيل سينمائيين مشهورين. كان آخرهم ديڤيد لينش قبل أيام قليلة.‬

> ... وعادة ما تكون الكتابة رثائية تهدف إلى إبراز قيمة السينمائي الراحل وأفلامه، وهذا أمر طبيعي غالباً.

> ثم عادة ما تكون منقولة (بمعنى مترجمة) باستثناء نقاد معروفين لا يمارسون مهنة النقل وحذف المصدر ووضع أسمائهم على المنشور.

> هذا لأن النقاد المحترمين كانوا شاهدوا غالبية أفلام المحتفى به ويستطيعون الحديث عنها كما يشاءون. الباقون (وهم غالبية) لم يشاهدوا إلا واحداً أو اثنين من أعمال السينمائي الراحل وينقلون الباقي (إن لم يكن كله) عن المصادر الأجنبية. بذلك، ما يقوله المقال الأجنبي يُصبح ما يقوله الكاتب مع الضروري من التغييرات والترتيبات حتى لا ينكشف أمره.

> إيجابية معظم الصحف العريقة (بنسختيها الورقية والإلكترونية) هي أن هناك من يراقب ويدرك وأن معظم نقادها يتحلّون بضمير مهني وثقافة سينمائية تخوّلهم الكتابة في أي موضوع من دون سرقة محتوياته. في المقابل يدفع إيقاع الحياة بعضهم لاعتماد كتابات قد تبدو أنيقة حتى إن كانت مستنسخة.

> هناك فرق بين توخي بعض المعلومات من مصادرها (كاسم مدير التصوير أو كاتب السيناريو أو تاريخ الإنتاج) وبين السَّطوِ على مقال وإعادة صياغته كما لو كانت من عند الكاتب.

> في معمعة اليوم ليس هناك من حلّ سوى أن يسعى ناقلو الكلمات إلى تطوير الذات واعتماد أمانة رغم المغريات.