إنذار لبرونو فيرنانديز قائد مانشستر يونايتد لمجرد محاولته الحديث مع الحكم مايكل أوليفر في مباراة توتنام.
إنذار لتاكيهيرو تومياسو لاعب أرسنال لاستغراقه 8 ثواني في رمية تماس ضد كريستال بالاس.
مع بداية موسم 2023-2024 من الدوري الإنجليزي ومع مرور جولتين فقط شهدنا عددا كبيرا من الإنذارات للاعبين وهو ضعف الموسم السابق بأكمله.
لطالما كان الاحتجاج على قرار الحكم لكن دون الصراخ في وجهه أو الاحتكاك به يمر بدون مشكلة لكن هذا لن يحدث الآن
حسنا، ماذا يحدث؟ ولماذا كل تلك البطاقات الملونة التي يتم إشهارها في وجه اللاعبين والمدربين؟
موقع "ذا أناليست" نشر تقريرا مطولا حاول التوصل من خلاله إلى الأسباب ويستعرضه FilGoal.com.
خلال الصيف تم إضافة لوائح جديدة على الحكام تنفيذها بإضافة الوقت الضائع في كل شوط ولذلك أصبحنا نشاهد 7 و10 دقائق كمتوسط وقت بدل ضائع.
كما تم التنبيه على الحكام بضرورة إشهار الإنذارات أمام أي اعتراضات أو إهدار للوقت، وكلما اقترب أكثر من لاعب من الحكم يجب أن ينذر أحدهم على الأقل.
فعلى سبيل المثال في موسم 2022-2023 بأكمله تم إشهار 87 إنذارا بسبب الاعتراضات على قرارات الحكام، هذا بمعدل إنذار واحد كل 4.1 مباراة.
وبعد جولتين فقط من الدوري الإنجليزي في الموسم الجاري 2023-2024 تم إشهار 18 إنذارا بسبب الاعتراضات، هذا يعني بطاقة صفراء كل 0.95 مباراة.
هذا يعني ارتفاع عدد البطاقات التي يتم إشهارها أمام الاعتراضات بـ4 أضعاف عن الموسم السابق.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن تلك البطاقات الملونة ليست فقط للاعبين بل هناك 6 بطاقات صفراء تم إشهارها للمدربين بمعدل بطاقة واحدة كل 3.2 مباراة مقارنة بـ38 إنذارا لهم في الموسم السابق بأكمله بمعدل بطاقة كل 10 لقاءات.
أما فيما يتعلق بإهدار الوقت فقد تم منح 92 إنذارا خلال 380 مباراة الموسم الماضي بمعدل بطاقة كل 4.4 مباراة.
أما الموسم الجاري فقد شهدنا 14 إنذارا لإهدار الوقت بمعدل بطاقة كل 1.4 مباراة، أي أكثر بثلاثة أضعاف عن الموسم الماضي.
عدد الإنذارات ونسبتها بسبب الاعتراض وإهدار الوقت في الموسم الجاري والسابق
بعض الإنذارات جعلت المتابعين يعتقدون أن الحكام أصبحوا أكثر شدة عن المواسم السابقة، ربما هذا افتراض صحيح.
دوجلاس لويز لاعب أستون فيلا حصل على إنذار بعد مرور 5 دقائق فقط من هزيمة فريقه 5-1 ضد أستون فيلا بعدما اشتكى في شيء خاطئ تعلق بهدف الخصم الذي سجله ساندرو تونالي.
ربما ما قاله لويز جعل الحكم يقرر إشهار الإنذار في وجهه، لكن من الصعب تخيل إعطاء بطاقة صفراء في ذلك الوقت المبكر من المباراة.
في 10 مباريات تم لعبها من الجولة الثانية الموسم الجاري كان هناك 5 بطاقات صفراء تم منحهم في الشوط الأول بسبب الاعتراض من بينهم إنذار لبرونو فيرنانديز في مواجهة توتنام.
كما أن هناك إنذارات تم منحها للاعبين يشتبه في إهدارهم الوقت بشكل فج، فقد تم إشهار 5 إنذارات خلال الموسم الجاري رغم أن النتيجة كانت تشير للتعادل السلبي.
من بين تلك الإنذارات كان بطاقة لويليام أوسولا لاعب شيفيلد يونايتد ضد كريستال بالاس بعدما سدد الكرة بعيدا عقب احتساب تسلل عليه.
الأمر ذاته حدث مع باسكال جروس لاعب برايتون في انتصار فريقه على ولفرهامبتون رغم أن النتيجة كانت تشير للتعادل السلبي أيضا.
حصل تونالي لاعب نيوكاسل كذلك على إنذار لحصوله على وقت كبير للخروج مستبدلا في الوقت المحتسب بدل من الضائع من الشوط الثاني رغم أن فريقه كان منتصرا على أستون فيلا 5-1.
تومياسو لاعب أرسنال حصل على إنذار لاستغراقه 8 ثواني للعب رمية تماس ضد كريستال بالاس.
لا يوجد شيء خاطئ في تلك القرارات لكن تم إعطاء تعليمات للحكام لإدارة المباريات بتلك الطريقة، ففي السابق كان هناك هامش لبعض الأمور لكن الآن يبدو أن يسيرون كما كُتب كتاب اللوائح والقوانين.
قد يصبح مشهد الحكام الذين ينظرون بوجه اعتذاري للاعبين وكأنهم يقولون لهم: "لست أنا من أضع القواعد" بينما يشهرون في وجههم البطاقات الصفراء مشهدا شائعا في الموسم الجاري.
لكن ربما يكون ذلك الحكم خاطئ فنحن مازلنا فقط في بداية الموسم وربما لا يرتكز الحكام دائما للقواعد الجديد على مدار الموسم بأكمله، لكن الإشارات المبكرة توضح أننا سنشهد موسما مليء بالبطاقات.
ففي الموسم الجاري يتم إشهار الإنذارات بمعدل 4.7 بطاقة كل مباراة وهذا أكبر رقم لأي موسم في تاريخ الدوري الإنجليزي منذ 3.7 بطاقة لموسم 1998-1999 وموسم 2016-2017.
في الموسم الحالي معدل منح الإنذارات هو إنذارين أكثر مما منحه في موسم 2020-2021 والذي شهد 2.9 بطاقة صفراء كل مباراة.
أكبر معدل للبطاقات الصفراء في المباراة الواحدة في الدوري الإنجليزي
في الموسم الجاري يتم منح 1.68 بطاقة صفراء إما للاعتراض أو لإهدار الوقت مقارنة بـ0.47 الموسم الماضي.
هذا يعني ارتفاع عدد البطاقات لكل فريق في كل مباراة ليصل لـ0.84 إنذار مقارنة بـ0.23 بطاقة صفراء الموسم الماضي، مما يجعل هنام 0.61 إنذار إضافي للاعتراض أو إهدار الوقت في كل مباراة لكل فريق.
إن استمر الأمر على هذا المنوال خلال الموسم بأكمله فسيحصل كل فريق على 23.1 بطاقة صفراء إضافية.
كل ذلك سيؤدي إلى المزيد من الإيقاف للاعبين الذين سيحصلون على 5 أو 10 إنذارات.
أما فيما يتعلق بالطرد للحصول على إنذارين فقد تم إشهاره خلال الموسم الجاري 4 مرات بمعدل طرد كل 4.8 مباراة، أما الموسم الماضي كان هناك 13 حالة طرد بعد الحصول على إنذارين بمعدل بطاقة حمراء كل 29 مباراة.
من المحتمل أنه لم يكن في نية صانعي القرار أن يرفعوا عدد البطاقات ولكنه بالتأكيد نتيجة مترتبة على قراراتهم قبل انطلاق الموسم.
المزيد من الإيقاف للاعبين سيصب بالتأكيد في مصلحة الفرق الكبرى لقدرتهم على اللعب بدون أهم اللاعبين لعدة مباريات.
هناك أيضا نقاش أن الفرق الأكثر سيطرة على المباريات لن يحتاجوا لإهدار الوقت، هل يجب في المقابل أن نتوقع من الفرق الضعيفة عدم إبطاء وتيرة المباريات إن كانت النتيجة لصالحهم؟
الفرق الكبرى على الناحية الأخرى قد تحتاج أحيانا للاعتراض على قرار إن كانوا متقدمين في النتيجة بفارق ضئيل، هل هي صدفة أن مانشستر سيتي هو الفريق الوحيد حتى الآن الذي لعب مباراتين خلال الموسم الجاري ولم يحصل على أي إنذار لإهدار الوقت؟
ربما نستبق الأحداث وربما تهدأ الأوضاع على مدارة الموسم أو يتوقف اللاعبين عن إهدار الوقت أو الاعتراض ولن يتم إشهار المزيد من الإنذارات.
لكن لا يتوقع أن يحدث ذلك بين عشية وضحاها، فاللاعبين سيحصلون على وقت كبير لتغيير عاداتهم.
وفي المقابل إن استمر الوضع على ما هو عليه فسوف نشهد موسما يحطم الأرقام من حيث عدد البطاقات الصفراء.