بعد عامين من التوقف بسبب وباء كورونا، عاد المنتدى الاقتصادي العالمي للانعقاد في منتجع دافوس السويسري هذا الأسبوع، حيث تلتقي "نخبة العالم" المالية والاقتصادية وبعض السياسية للحديث عن التحديات التي تواجهها الكرة الأرضية. ومن عشرات الندوات والمحاضرات حول الاقتصاد والمناخ والمال والأعمال لا يعرف بالتحديد نتائج المنتدى من حيث التأثير في مجريات أحداث العالم، لكن كما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية هناك مردود أكيد وواضح للمنتدى على قطاع الدعارة في سويسرا الذي يشهد رواجاً كبيراً في فترة المنتدى.
ملابس رسمية
ونشرت الصحيفة تقريراً حول الزيادة "الصاروخية" في نشاط بائعات الهوى في دافوس وما حولها في فترة انعقاد المنتدى الذي يحضره أكثر من ألفين و700 مشارك. وتقيم الغانيات في الفنادق ذاتها التي ينزل بها قادة العالم وكبار رجال الأعمال في تلك المدة. كما أنهن يرتدين ملابس رسمية عملية، حتى أنه من الصعب التفرقة بينهن وبين وفود المنتدى، كما يقول التقرير.
وعلى رغم أن البغاء قانوني تماماً في سويسرا، تقول إحدى بائعات الهوى، وتدعى لينا، إنها ترتدي بذلة مثل نساء الأعمال حتى لا يبدو منظرها لافتاً، وهي تختلط مع رؤساء الشركات وغيرهم. وذكرت لينا في حوار مع صحيفة "بيلت" السويسرية أنها غالباً ما تدعى لمرافقة ثري أميركي يزور سويسرا بانتظام، ويشارك أيضاً في دافوس.
تتقاضى لينا في مقابل خدماتها الجنسية 700 يورو (760 دولاراً) لمدة ساعة واحدة، و2300 يورو (2500 دولار) لليلة كاملة. وذكرت مديرة أحد بيوت الدعارة في بلدة آراغو التي تبعد عن دافوس 100 ميل (160 كم) في مقابلة مع برنامج "20 دقيقة" إنها تلقت مع بداية المنتدى 11 حجزاً و25 استفساراً عن الأسعار وما هو متوفر لديها. وأضافت أنها تتوقع مزيداً من الحجوزات والاستفسارات خلال الأسبوع، مشيرة إلى أن "بعضهم يحجز الفتيات لهم وللعاملين معهم لإقامة الحفلات في أجنحتهم الفندقية".
وكتبت سالومي بالتوس، وهي بائعة هوى وكاتبة أيضاً، على حسابها في "تويتر"، "يعني العمل في سويسرا خلال المنتدى الاقتصادي العالمي أن تتطلع الفتاة في فوهة الأسلحة الآلية بيد الحراس الأمنيين في ردهات الفندق في الساعة الثانية صباحاً وتناول الشيوكلاته معهم والدردشة حول الأثرياء...". وتقيم سالومي في فندق قرب مقر منتدى دافوس فترة انعقاده، لكنها ترفض الإفصاح عن زبونها المهم. وتحذر من يسأل: "صدقني، لا أظنك تريد الدخول في مشكلة قانونية معهم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
100 غانية
وفي تحقيق نشرته عام 2020 كشفت صحيفة "التايمز" عن أن هناك 100 فتاة من بائعات الهوى يسافرن إلى دافوس خلال فترة المنتدى، بحسب سجلات الشرطة السويسرية. وقال أحد السائقين الرسميين للمنتدى إنه قام بتوصيل غانية ذكرت له أن رئيسها أجبرها على النوم مع زبون كبير السن في أحد فنادق الوفود.
وتنشر "الديلي ميل" صورة لسالومي في زي شبه رسمي غير فاضح، وصوراً أخرى لبعض الشخصيات المهمة المشاركة في المنتدى هذا الأسبوع مثل رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وسيدة أوكرانيا الأولى أولينا زيلينسكا.
ومن بين القضايا التي يناقشها المشاركون في دافوس من نخبة العالم الحرب في أوكرانيا والتغير المناخي وارتفاع معدلات التضخم عالمياً وعدم المساواة. ومن المفترض مشاركة 600 رئيس شركة من كبريات الشركات العالمية و50 رئيس دولة وحكومة في المنتدى.
ويتزامن مع المنتدى حملات الناشطين ضد الفقر وضد تلويث البيئة وزيادة الانبعاثات التي تسبب الغيرات المناخية. وتذكر منظمة "غرين بيس" أن وفود منتدى دافوس استخدموا 1000 طائرة للسفر إلى المنتجع، مسببين كمية انبعاثات كربونية هائلة في الوقت الذي يفترض أن يناقشوا فيه وقف الانبعاثات.
ويتهم الناشطون المشاركين في منتدى دافوس بأنهم بعيدين تماماً من هموم الناس العادية حول العالم، وأنهم مدفوعون بغرض الربح والنفوذ أكثر من أي شيء آخر.