منذ بدء حرب طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، أصبح حزب الله يشكل تهديدًا رئيسيًا لإسرائيل بفضل صواريخه المتطورة، وعلى رأسها صاروخ "فاتح 110". هذا الصاروخ قادر على الوصول إلى أي زاوية في إسرائيل، مما يستدعي مراجعة استراتيجيات الدفاع الإسرائيلية، وفقًا لموقع "كالكاليست".
ما هو صاروخ فاتح "110"؟
صاروخ "فاتح 110" هو صاروخ باليستي تكتيكي، يتميز بمدى يتراوح بين 300 إلى 500 كيلومتر. هذا النطاق، على الرغم من كونه أقل من صواريخ باليستية طويلة المدى أخرى، يمكنه أن يصل من بيروت إلى إيلات، مما يضع كل ركن من أركان إسرائيل في مرماه. تتميز الصواريخ برؤوس حربية كبيرة وأنظمة توجيه متطورة، مما يزيد من قدرتها على إحداث الضرر.
تم تطوير هذا الصاروخ كجزء من جهد إيراني لتحسين قدراتهم الصاروخية، بعد تلقيهم صواريخ سكود من كوريا الشمالية. وقد طُور الصاروخ بشكل ملحوظ ليشمل نظام توجيه متقدم عبر الأقمار الصناعية، مما يعزز دقته بشكل كبير.
كيف تتطور الصاروخ؟
ترتبط أصول صاروخ "فاتح 110" بحرب إيران والعراق في الثمانينيات. خلال هذه الحرب، تعرضت إيران لعدد كبير من الهجمات الصاروخية من قبل العراق، مما دفع إيران إلى البحث عن وسائل رد أكثر فاعلية. في تلك الفترة، كانت إيران معزولة دوليًا وتواجه صعوبات في الحصول على أسلحة متقدمة. بدأ الحرس الثوري الإيراني في تطوير صواريخ استراتيجية بعيدة المدى، وبدأوا في شراء صواريخ سكود من كوريا الشمالية ودمجها مع تقنية صواريخ لونا الروسية لتطوير صواريخ زلزال.
في عام 1995، بدأت إيران في تطوير النسخة الدقيقة من صواريخ زلزال، مع التركيز على تحسين دقة الصواريخ. كانت النماذج الأولية لصاروخ "فاتح 110" تتمتع بمدى يصل إلى 200 كيلومتر، لكن النسخ المتقدمة التي وصلت إلى حزب الله استخدمت الملاحة عبر الأقمار الصناعية لتحقيق دقة أفضل. تتيح هذه التحسينات للصواريخ أن تصيب أهدافًا محددة بدقة مثل القواعد العسكرية الكبيرة، المراكز اللوجستية، والمرافق الحيوية.
الدفاعات الجوية الإسرائيلية أمام الصاروخ؟
رغم قدرات صواريخ "فاتح 110"، تواجه هذه الصواريخ تحديات كبيرة في اختراق الدفاعات الإسرائيلية. تعتمد إسرائيل على أنظمة دفاع متقدمة مثل "القبة الحديدية" و"مقلاع داوود" للاعتراض. تقوم هذه الأنظمة برصد الصواريخ وتدميرها قبل وصولها إلى أهدافها. بالإضافة إلى ذلك، تستخدم إسرائيل تقنيات لتعطيل نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية للصواريخ، مما يمكن أن يؤثر على دقتها ويقلل من فعاليتها. علاوة على ذلك، تعتمد إسرائيل على تحسينات مستمرة في تقنيات الدفاع الجوي، مما يجعل من الصعب على حزب الله اختراق هذه الدفاعات بفعالية.
تعتبر صواريخ "فاتح 110" سلاحًا متقدمًا وقويًا، لكن نجاح حزب الله في استغلالها يتوقف على العديد من العوامل، بما في ذلك قدرة الصواريخ على اختراق دفاعات إسرائيل وتجاوز التحديات التقنية واللوجستية.