صحيفة ليبراسيون: شبكة أنفاق حزب الله السرية أكثر تعقيدا من مثيلاتها في غزة

منذ 9 أشهر 105

قالت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية إن حزب الله اللبناني بنى نظاما دفاعيا تحت الأرض منذ الثمانينات بمساعد كوريا الشمالية، تحسبا لاجتياح إسرائيلي.

سلطت صحيفة ليبيراسيون الفرنسية الضوء على الأشرطة الدعائية لحزب الله اللبناني المؤثرة، واصفة العمل التصويري الفني بالهوليودي.

تظهر تلك الأشرطة الجاهزية القتالية العالية لمقالتي الحزب، لصد أي هجوم إسرائيلي محتمل على الأراضي اللبنانية، فالحزب يضع نفسه عضدا للجيش اللبناني، ويجعل نفسه رديفا للمقاومة في وجه أي تهديد إسرائيلي محتمل. 

أعلن حزب الله دعمه لطوفان الأقصى في 8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عندما هاجمت الفصائل الفلسطينية قبله بيوم غلاف غزة، حيث احتجزت حينها أكثر من 230 رهينة إسرائيلية وعادت بهم إلى القطاع لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

لقد مثل يوم السابع من أكتوبر كابوسا بالنسبة لإسرائيل تخشى تكراره، ولعل ذلك ما يفسر قصفها الدامي والمدمر للفلسطينيين في غزة إلى اليوم ولنحو خمسة أشهر.

ولكن هناك كابوس آخر يؤرق الإسرائيليين اليوم وهو ان حزب الله أظهر من خلال شريط مصور، محاكاة لهجوم مقاتليه من وحدة الرضوان على الجليل شمال إسرائيل، عبر نفق انطلاقا من لبنان.

وتقول صحيفة ليبيراسيون إن حزب الله الذي تدعمه إيران، يمتلك قوة عسكرية أعلى من حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وإنه تمكن منذ عقود من بناء شبكة عسكرية تحت الأرض أكثر تعقيدا من تلك الموجودة في قطاع غزة. وتقول الصحيفة إن أنفاق حزب الله يبلغ طولها مئات الكيلومترات ولها تفرعات تصل حتى إسرائيل وربما سوريا. 

منذ الستينات بدأ الفلسطينيون الذين لجأوا إلى لبنان في حفر الأنفاق جنوب لبنان عندما كانوا ينفذون هجمات ضد القوات الإسرائيلية، وإن حزب الله تولى مهمة الحفر بعد ذلك.

ويقول الباحث العسكري الجنرال أوليفييه باسو إن الحفر تم يدويا بآلات هيدرولية بسبب طبيعة الأرض الصخرية، ويستطيع العامل أن يحفر 15 مترا شهريا. ولم يكن متاحا بحسب الصحيفة الحفر في الرمل واستعمال الإسمنت مثلما فعلت حماس لاحقا لبناء أنفاقها الملقبة "بمترو غزة"، والتي تمثل أروقة بطول حوالي الف كيلومتر.

وقد أجرى مركز "ألما" للأبحاث تحقيقا بشأن ما أسماه في تقرير نشر سنة 2021: "بلاد الأنفاق"، وجاء فيه وفق ليبيراسيون أن حزب الله أعد مخططا دفاعيا بعد حرب 2006 التي واجه خلالها إسرائيل، فيه عشرات المراكز الدفاعية العملياتية المصحوبة بشبكات تحت الارض، وأنفاق تربط بين المراكز الحيوية لبيروت والبقاع وجنوب لبنان بطول مئات الكيلومترات. ونشر الباحثون الإسرائيليون على الإنترنت مسافة مفترضة لرواق يبلغ طوله 45 كيلومترا.

وتقول الصحيفة إن الباحثين الإسرائيليين تعرفوا على أنفاق مجاورة، هي عبارة عن ممرات تمكن قوات النخبة المقاتلة لحزب الله من شن عمليات خاطفة على معسكرات إسرائيلية، كما تعرفوا على أنفاق تكتيكية أوسع، تمكن من إطلاق صواريخ بالستية متوسطة المدى من تحت الأرض.

وجاء في تقرير "ألما" أيضا نشر منتصف العام الماضي، وجود أنفاق متفجرة حفرت تحت مواقع استراتيجية معبأة بالمتفجرات، يمكن نسفها في الوقت المناسب لتحدث زلزالا رهيبا، وهي تقنية استخدمت إبان الحرب العالمية الأولى وفق ليبيراسيون.