اعتقلت قوات الأمن الإسرائيلية رولا حسنين، وهي صحفية فلسطينية من الضفة الغربية المحتلة، عندما كانت ابنتها تبلغ من العمر 9 أشهر فقط.
والآن بعد 10 أشهر من الاعتقال، أصبحت من بين أول السجناء الفلسطينيين الذين تم إطلاق سراحهم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
بعد معاناتها من مضاعفات صحية في الأشهر القليلة الأولى من حياتها، تقول رولا إنه كان من دواعي الارتياح أن ترى ابنتها بخير بعد ما يقرب من عام من الانفصال المؤلم، لكن رولا نفسها عانت أيضًا من معاناة لا يمكن تصورها أثناء الاعتقال.
تقول رولا إنه في اليوم الذي تم فيه نقلها هي و89 سجينًا آخرين للإفراج عنهم كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، تعرضوا لساعات من الإيذاء النفسي والجسدي.
تتذكر أنهم كانوا يُدفعون إلى الأسفل على ركبهم، ويُجرون على الأرض وهم مكبلون، ويُرتدون طبقات رقيقة من الملابس فقط أثناء خروجهم في البرد. ثم أُجبروا على مشاهدة ساعات من مقاطع الفيديو الدعائية الإسرائيلية قبل إطلاق سراحهم.
ولكن مثل العديد من الفلسطينيين الآخرين في السجون الإسرائيلية، أصبحت الإساءة والمضايقة حدثًا يوميًا بالنسبة لرولا.
وفيما يتعلق بالظروف داخل السجن، تقول رولا إن الجنود الإسرائيليين "ضربوا بعرض الحائط كافة القوانين الدولية التي على الأقل ترعى حق الأسيرات في الكثير من الأمور، حتى احتياجاتها الشخصية الذاتية"، مضيفة: "كان (الحراس) الرجال في الأسر يقولون لنا: ليس من الضروري أن تقوموا بتغيير الفوط الصحية كل ساعة، يمكنكم تغييرها كل 4 إلى 5 ساعات".
كما أكدت رولا أنهم "صادروا منا حتى ملابسنا الداخلية، وتركوا لنا قطعة واحدة فقط. هناك مشاهد كانت لأسيرات من قطاع غزة، عندما كانوا يجلبونهم لمعتقل الدامون. كانت بعض الأسيرات بحالة صعبة جدًا. في حالة الدورة الشهرية، كانت الدماء على ملابسهم بطريقة فظيعة جدًا. كانوا يقومون بالاستهزاء بهم".
أخبرت مصلحة السجون الإسرائيلية شبكة CNN أنها ليست على علم بأي ادعاءات من هذا القبيل، لكن الظروف القاسية التي يواجهها الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية موثقة على نطاق واسع.
في تقرير نُشر في يوليو 2024، قال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن "المعتقلين الفلسطينيين يتعرضون للضرب والإذلال والتهديد بشكل منهجي، بالإضافة إلى القيود الشديدة على الطعام والماء ومنتجات النظافة الأساسية".
مثل العديد من الفلسطينيين، حُوكمت رولا أمام محكمة عسكرية وليس محكمة مدنية. واُتهمت لاحقًا بالتحريض على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب منشور شاركته عبرت فيه عن إحباطها إزاء معاناة الفلسطينيين في غزة.
وبالنسبة لرولا، من المستحيل أن تنسى المعاناة التي أُجبرت هي والمعتقلون الفلسطينيون الآخرون على تحملها، لكنها تقول إن تركيزها الآن ينصب على الاستمتاع بكل لحظة مع ابنتها وزوجها.