شُخصت به في أوج عطائها.. مديرة مدرسة تتحدى المرض وتحصد جائزة «التميز»

منذ 1 شهر 34

لا شيء يحول بين المرء ومسؤوليته الإنسانية والمهنية تجاه مجتمعه وأبناء وبنات وطنه، غير أن ما يثير التقدير هو التميز في تحقيق ذلك، رغم قسوة الوجع وصعوبة العلاج وتحديات المرض.

إنجاز استثنائي يجسد الإصرار والعزيمة، تجلى في مهنية مديرة المدرسة الثانوية الـ34 بجدة سحر صالح الهاجري، التي كرّمت من هيئة تقويم التعليم بحضور وزير التعليم في الرياض الأسبوع الماضي؛ لتميز مدرستها وحجز مكانة مرموقة بين مدارس المملكة، بفضل إدارتها الناجحة وتألق فريقها من معلمات وإداريات وجيل متفوق من الطالبات، رغم كونها مريضة سرطان وتخضع للعلاج الكيماوي.

سحر الهاجري، التي تم تشخيصها بسرطان من الدرجة الثالثة العام الماضي، آمنت بقضاء الله أولاً، ثم بنفسها وقدرتها على تخطي الصعاب، وواصلت العمل رغم الصعوبات الصحية التي واجهتها، وقالت: «رغم التحديات التي واجهتنا العام الماضي ونحن نعمل على توثيق المعايير، شُخصت بإصابتي بسرطان من الدرجة الثالثة، وعملت عن بعد مع الفريق من خلال التواصل بتطبيق الزووم، وقراءة المعايير وتوثيق الشواهد ومناقشة الخطط. وعند زيارة الفريق الخارجي، قطعت إجازتي المرضية وحرصت على الوجود مع زميلاتي في العمل لنقف سوياً على مرئيات الفريق الخارجي ونتفاخر بعملنا».

وأضافت: «المرض كان أحد أسباب إصرارنا على تجاوز الصعاب، ووقوف الطالبات وزميلاتي بالمدرسة سوياً لجعل الصعب سهلاً والمستحيل واقعاً جعل التميز حليفنا، عملنا بحب وإيمان بجهودنا وثقتنا بقدراتنا ومن خلال التمكين والتفويض استطعنا أن نحقق التميز والنجاح».

وكانت الثانوية الـ34 تلقت إشادة كبيرة من قبل مديرة تعليم جدة منال اللهيبي، التي عبّرت عن فخرها بجهود المديرة سحر، وفريقها التعليمي، كما قدّم مدير مكتب تعليم الفيحاء شرف الزهراني شكره وتقديره للمديرة وفريقها.

وتؤكد المديرة سحر، أن حضور ملتقى هيئة تقويم التعليم هذا العام جعلها وزميلاتها يشعرن بنشوة الفوز، إذ كان التقييم منصفاً ومعبّراً عن الجهد الذي بذلته المدرسة.

قصتها الملهمة ليست مجرد مثال على تحدي المرض، بل هي تجسيد لمعنى القيادة الحقيقية، والإصرار على النجاح مهما كانت الظروف.