شي جينبيغ يحذّر من "الثورات الملونة" وبوتين صامد في وجه العقوبات

منذ 1 سنة 125

تعهد الرئيس الصيني جينبينغ مواصلة الصين "المضي في الطريق الصحيح للعولمة الاقتصادية، ومعارضة الحمائية والعقوبات الأحادية وتوسيع مفاهيم الأمن القومي".

حذّر الرئيس الصيني شي جينبيغ دول منظمة شنغهاي للتعاون من "الثورات الملونة" ومن "حرب باردة جديدة"، في كلمة أدلى بها خلال قمة المنظمة الثلاثاء. شي جينبينغ قال "علينا أن نكون يقظين للغاية حيال إثارة القوى الخارجية حربا باردة جديدة وخلق مواجهة في المنطقة وأن نعارض بحزم تدخل أي دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وإثارة ثورة ملونة لأي سبب كان".

روسيا ستواصل مقاومة العقوبات والضغوط

أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فأكد أن بلاده ستواصل "مقاومة" العقوبات و"الضغوط الخارجية". وأوضح بوتين أن "روسيا تقاوم بثبات وستواصل المقاومة في مواجهة الضغوط الخارجية، العقوبات والاستفزازات".

فرضت عدة أطراف غربية تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية غير مسبوقة على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا اعتبارا من شباط/فبراير 2022، مما دفع موسكو الى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول آسيوية خصوصا لتصدير انتاجها من مصادر الطاقة كالنفط الخام والغاز.

وشكر بوتين لقادة الدول "دعمهم" له في مواجهة التمرد المسلح، الذي نفذته مجموعة فاغنر ضد القيادة العسكرية الروسية أواخر حزيران/يونيو. وقال: "أتوجه بالشكر لزملائي في دول منظمة شنغهاي للتعاون الذين أبدوا دعمهم لخطوات القيادة الروسية لحماية النظام الدستوري وحياة المواطنين وأمنهم".

وقاد بريغوجين عناصره أواخر الشهر الماضي في تمرّد مسلح ضد القيادة العسكرية وقاموا بالسيطرة على مقار عسكرية جنوب البلاد قبل التوجه نحو موسكو. الا أن التمرّد الذي يعد من أخطر الأزمات التي واجهتها روسيا خلال حكم بوتين لم يستمر أكثر من 24 ساعة، بعد وساطة بيلاروسية أدت إلى وقف التقدم نحو موسكو لقاء خروج بريغوجين وكفّ ملاحقة عناصره.

معارضة الحمائية

وبخصوص العلاقات الاقتصادية، دعا الرئيس شي جينبينغ إلى  "حفظ السلام الإقليمي"، مؤكدا معارضة بكين "الحمائية" إذ دعا لـ "بذل جهود لحفظ السلام الإقليمي وضمان الأمن المشترك"، وطلب من الدول الأعضاء "اتباع الطريق الصحيح وتعزيز تضامنهم وثقتهم المشتركة". وشدد على أن "تحقيق السلام الإقليمي والاستقرار على المدى الطويل هو مسؤولياتنا المشتركة".

وتعهد جينبينغ مواصلة الصين "المضي في الطريق الصحيح للعولمة الاقتصادية، ومعارضة الحمائية والعقوبات الأحادية وتوسيع مفاهيم الأمن القومي"، فيما يبدو إشارة ضمنية لإجراءات تقييدية اتخذتها واشنطن حيال بكين في مجالات تجارية أبرزها التقنيات الحديثة.

تقارب في أعقاب الحرب

وقد شهدت العلاقات بين بكين وموسكو تقاربا في أعقاب اندلاع حرب أوكرانيا حيث اتخذت الصين رسميا موقفا محايدا، ولكنها امتنعت عن إدانة التدخل العسكري الروسي خلافا لغالبية القوى العظمى، ما قوبل بانتقاد من دول الغرب. علما أن الرئيس الصيني شي جينبينغ أجرى زيارة لموسكو في آذار/مارس، مقدّماً دعمًا رمزيًا لبوتين في مواجهة الدول الغربية.

ومنظمة شنغهاي للتعاون، التي أنشئت في 2001، تتخذ من العاصمة الصينية بكين مقرا رسميا. وقمتها الحالية المنعقدة عبر تقنية الفيديو، هي بضيافة الهند التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمنظمة.

وتضم المنظمة، التي أنشئت في 2001، ثماني دول حاليا هي روسيا والصين وكازاخستان وطاجيكستان وقرغيزستان وأوزبكستان والهند وباكستان. ومن المتوقع أن تكتسب إيران خلال هذه القمة، صفة العضوية الكاملة في المنظمة، بعيد موافقة الأعضاء الآخرين على انضمامها في أيلول/سبتمبر 2021.