تمر الأيام وتنسينا أحداثا كثيرة، إلا أن شهداء الوطن، مازالوا حاضرين بيننا أحياء بسيرتهم العطرة، وتضحياتهم الخالدة التي قدموها من أجل الحفاظ على الوطن وأهله من الضياع والمؤامرات التي أحيكت ضده في الظلام، من قبل أهل الشر وأعوانهم، لذلك استحق هؤلاء الرجال أن تخلد أسماؤهم التي تم إطلاقها على الشوارع الرئيسية والميادين العامة والمدارس، تمجيدا وعرفانا لهم لما منحونا أياه من شرف لا يضاهيه شرف.
ومع كل مناسبة أيا كانت دائما نتذكرهم ونتذكر بطولاتهم العظيمة، وعلى مدار شهر رمضان المبارك نستعرض خلاله 30 قصة بطل من أبطال الوطن، الذين ستظل ذكراهم خالدة في ذاكرة الوطن.
النقيب "هشام شتا" أحد أبطال واقعة التعدى على قسم كرداسة من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، ذلك الاعتداء الذى أعقب فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة الإرهابي، حيث قامت العناصر المسلحة التابعة للتنظيم المسلحة للجماعة الإرهابية بمحاصرة قسم شرطة كرداسة وبحوزتهم أسلحة نارية خفيفة وثقيلية "بنادق آلية و أر بى جى" فيما عرف إعلاميا بقضية "مذبحة كرداسة"، وتم محاصرة القسم بضباطه وأفراده ومهاجمتهم، واحتجازهم وتعذيبهم وهم مجردين من أسلحتهم وتصوير كل تفاصيل ما حدث من قبل عناصر الجماعة الإرهابية تجاه الضباط والجنود الأبطال داخل القسم، ليسقط عدد كبير من رجال الشرطة بالقسم شهداء على يد العناصر المسلحة.
التحق الشهيد هشام شتا بالعمل في المؤسسة الشرطة بعدد من الأقسام في مديريات الأمن بالوجه القبلى فور تخرجه، ليثبت كفاءته التي أهلته أن يتم اختياره ليكون ضمن فريق العمل بقطاع البحث الجنائى بمديرية أمن الجيزة، وظل به حتى وقعت الأحداث المؤسفة التي أبلى فيها بلاءا حسنا هو ورفاقه من الضباط والجنود في الدفاع عن مكان عملهم "القسم" في وجه عناصر جماعة الإخوان الإرهابية.
" أنا فرحانه ليه؟ عشان ربنا اصطفاه واختاره من الشهداء، وأكيد هو في مكان أفضل من الدنيا، وبحس بيه عايش وسطنا لسه بروحه الطيبة وسيرة العطرة "، بهذه الكلمات بدأت والدة النقيب هشام شتا شهيد أحداث قسم كرداسة، الذى استشهد خلال أحداث محاصرة قسم كرداسة من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية ابان فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة.
وأضافت والدة الشهيد، أنها علمت بخبر استشهاد نجلها من خلال التليفزيون يوم أحداث محاصرة العناصر التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية لقسم شرطة كرداسة، موضحة أنها رأت صورة أبنها الشهيد على شاشة التلفزيون كأول شهيد سقط في هذه الأحداث، لافتة إلى أنها تلقت خبر استشهاد أبنها بكل صبر من المولى عز وجل، مشيرة إلى أن تماسكها هذا نابع من ايمانها بالقضية التي من أجلها استشهد نجلها في سبيلها وأنه ضحى بنفسه دفاعا عن الأرض والعرض كما أخبرنا النبى الكريم أن من مات دونهما فهو شهيد بإذن الله.
وأوضحت والدة الشهيد أن أخر رمضان قبل استشهاد نجلها كان دائم التواجد معهم في المنزل، مضيفة أن نجلها كان يترك منزل الزوجية ويأتي إلى منزلهم ليفطر معها ومع والده، لافتة إلى أنه كأنه كان شاعر بما سيحدث له وأنه قرر أن يخصص وقته الأخير في الدنيا لأبيه وأمه حتى يكونا أخر من يراه قبل رحيله إلى مثواه الأخير.
ووجهت والدة الشهيد رسالة له متمنية أن يكون ما هو فيه الأن عند ربه أفضل من الدنيا وما فيها جزاء ما صبر وضحى به من أجل حماية الأرض والعرض، كما أثنت على كل التضحيات التي قدمها جميع الشهداء من أجل أمان واستقرار مصر من المخطط الذى كان محاك لها من قبل اعدائها الداخليين قبل الأعداء الخارجيين.
ووجهت والدة الشهيد أيضا رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، شكرته فيها على اهتمامه البالغ بأسر الشهداء كافة، وعلى متابعته المستمرة لهم والعمل على التواصل معهم بصفة مستمرة وتكريمهم اعترافا منه بالدور الوطنى الذى قام به أبناؤهم الشهداء دفاعا عن أرض وتراب هذا الوطن.