تمر الأيام وتمضي سريعا، إلا أن شهداء الوطن، مازالوا حاضرين بيننا أحياء بسيرتهم العطرة، وتضحياتهم الخالدة التي قدموها من أجل الحفاظ على الوطن وأهله من الضياع والمؤامرات التي أحيكت ضده في الظلام، من قبل أهل الشر وأعوانهم، لذلك استحق هؤلاء الرجال أن تخلد أسماؤهم التي تم إطلاقها على الشوارع الرئيسية والميادين العامة والمدارس تمجيدا وعرفانا لهم لما منحونا أياه من شرف لا يضاهيه شرف.
ومع كل مناسبة أي كانت دائما نتذكرهم ونتذكر بطولاتهم العظيمة، وعلى مدار شهر رمضان المبارك نستعرض خلاله 30 قصة بطل من أبطال الوطن، الذين ستظل ذكراهم خالدة في ذاكرة الوطن.
المقدم محمد وحيد حبشي أحد الأبطال الذين لاذوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن في حادث الواحات، الذى راح ضحيته 16 ضابطا ومجندا من رجال وزارة الداخلية خلال مداهمتهم لإحدى البؤر الإرهابية التي كانت متمركزة في الصحراء الغربية، والتي نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش، حيث قررت تلك الجماعة الإرهابية أن تقوم بعمليات داخل العاصمة، فتم وصول هذه المعلومات إلى جهاز الأمن الوطنى، وبالتنسيق مع رجال العمليات الخاصة تم تشكيل مأمورية كبيرة من رجال العمليات الخاصة وعلى رأسهم ضباط جهاز الأمن الوطنى، وأثناء اقتراب المـأمورية من المكان الذى كانت تختبئ فيه الجماعة الإرهابية والتي كانت تتخذ منه مكانا لها لانطلاق عملياتها، فتحت النار على المأمورية بأكملها، فتم تبادل إطلاق النيران مع العناصر التكفيرية، إلا أن بسبب وعورة المنطقة الجبلية التي كانت تتمركز بها الجماعة الإرهابية تمكنت من استهداف 16 ضابطا ومجند من رجال وزارة الداخلية بعد أن أبلوا بلاء حسنا إلى أن لفظوا أنفاسهم الزكية دون أن يولوا الدبر أو يتراجعوا أمام هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى أن تنال من أمن واستقرار مصر.
"هذا الشبل من ذاك الأسد" مقولة استحقها الشهيد عن جدارة الذى خرج من بيت ينتمى إلى الوجه القبلى يتمسك بالعادات والتقاليد، فهو نجل أحد أبطال جهاز أمن الدولة فى حقبة الثمانينات اللواء وحيد حبشى الذى كان ضمن مجموعة الضباط التى تم تكليفها بتعقب والقبض على الجماعة الإرهابية التى خططت وتفذت لاغتيال الرئيس البطل محمد أنور السادات، سيرة الأب البطولية كان لها بالغ الأثر فى تشكيل شخصية نجله الشهيد الذى كان يسمع عن بطولات والده وهو صغير، حتى تربى وزرع فى عقيددته ووجدانه أنه لابد أن يكون مثل والده عندما يكبر، ظل ذلك الحلم يلازمه منذ طفولته حتى كبر وحقق الحلم بالفعل.
توفت والدة الشهيد وهو فى المرحلة الثانوية، لينتقل بعدها مع والده من محافظة المنيا إلى محافظة السويس التى أكمل بها دراسته، ثم التحق بكلية الشرطة وتخرج منها فى عام 2000، ليتسلم عمله فى المكان الذى ينتمى إليه بصعيد مصر وظل به عامين كاملين، ثم التحق بعدها بعد أن أثبت لقيادته حسن خلقه والتزامه وتفانيه فى عمله ضد العناصر الاجرامية، ما أهله أن يتم اختياره ليلتحق بالعمل فى جهاز أمن الدولة ليكمل مسيرة والده البطولية فى دحر الجماعات الارهابية التى حاولت أن تعبث بأمن مصر واستقرارها.
مع أحداث 25 يناير تم نقله إلى مطار القاهرة، إلا أن الشهيد البطل كان واسع الأفق وكان يعلم أن البلاد قادمه على شئ خطير خاصة مع بداية حكم الجماعة الارهابية، فاستغل فترة عمله فى المطار وقام بتثقيف نفسه بالاطلاع على العديد من الكتب والمراجع الخاصة بالجماعات التكفيرية والإرهابية حتى أصبح لديه فكرة شاملة ووافية عن هذا الكيان الإرهابى ومدى قوته وقدراته التى أصبح عليها منذ تأسيسه إلى أحداث 25 يناير، ما دفع القيادات الأمنية إلى ضمه مرة آخرى إلى العمل فى جهاز الأمن الوطنى.
شارك الشهيد فى العديد من عمليات الرصد والمتابعة لعناصر تلك الجماعة الإرهابية، بالإضافة إلى مشاركته فى عمليات القبض على العديد من العناصر التكفيرية خاصة فى شمال سيناء، وكانت أخر مشاركته خلال مأمورية حادث الواحات الذى استشهد خلاله 18 من رجال العمليات الخاصة وضباط الأمن الوطنى أثناء مداهمة إحدى الخلايا الإرهابية التى تمركزت فى منطقة الصحراء الغربية وكانت تنوى القيام بعمليات إرهابية داخل البلاد بقصد زعزعة الأمن واستقرار الوطن وترويع المواطنين الأمنين.