"شهداء ولكن أحياء".. الرائد أحمد عبد الباسط صائد الجماعات الإرهابية جمع التحريات عن خلية عرب شركس

منذ 1 سنة 127

تمر وتمضى الأيام سريعا وتزداد فجوة البعد بيننا وبيهم، إلا أنهم مازالوا حاضرين بينا أحياء بسيرتهم العطرة وتضحياتهم الخالدة التي قدموها من أجل الحفاظ على الوطن وأهله من الضياع والمؤامرات التي أحيكت ضده في الظلام من قبل أهل الشر وأعوانهم، لذلك أستحق هؤلاء الرجال أن تخلد أسمائهم التي تم أطلاقها على الشوارع الرئيسية والميادين العامة والمدارس تمجيدا وعرفانا لهم لما منحونا أياه من شرف لا يضاهه شرف.

ومع كل مناسبة أي كانت دائما نتذكرهم ونتذكر بطولاتهم العظيمة، وعلى مدار شهر رمضان المبارك نستعرض خلاله 30 قصة بطل من أبطال الوطن، الذين ستظل ذكراهم خالدة في ذاكرة الوطن.

الرائد أحمد عبد الباسط أحد الأبطال الذين لاذوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن في حادث الواحات، الذى راح ضحيته 16 ضابطا ومجندا من رجال وزارة الداخلية خلال مداهمتهم لإحدى البؤر الإرهابية التي كانت متمركزة في الصحراء الغربية، والتي نفذت عددا من العمليات الإرهابية ضد رجال الشرطة والجيش، حيث قررت تلك الجماعة الإرهابية أن تقوم بعمليات داخل العاصمة، فتم وصول هذه المعلومات إلى جهاز الأمن الوطنى، وبالتنسيق مع رجال العمليات الخاصة تم تشكيل مأمورية كبيرة من رجال العمليات الخاصة وعلى رأسهم ضباط جهاز الأمن الوطنى، وأثناء اقتراب المـأمورية من المكان الذى كانت تختبئ فيه الجماعة الإرهابية والتي كانت تتخذ منه مكانا لها لانطلاق عملياتها، فتحت النار على المأمورية بأكملها، فتم تبادل إطلاق النيران مع العناصر التكفيرية، إلا أن بسبب وعورة المنطقة الجبلية التي كانت تتمركز بها الجماعة الإرهابية تمكنت من استهداف 16 ضابطا ومجند من رجال وزارة الداخلية بعد أن أبلوا بلاء حسنا إلى أن لفظوا أنفاسهم الزكية دون أن يولوا الدبر أو يتراجعوا أمام هذه الجماعة الإرهابية التي كانت تسعى أن تنال من أمن واستقرار مصر.

الرائد أحمد عبد الباسط من مواليد 1985 لأسرة من محافظة المنوفية بمركز الباجور قرية كفر الخضرة، عاش البطل في القاهرة حتى التحق بكلية الشرطة التي طالما حلم أن يكون ضمن صفوفها منذ نعومة اظافره حتى تحقق الحلم وسار من أحد أبنائها، حيث تخرج منها في عام 2017 لينضم على الفور إلى العمل ضمن رجال جهاز الأمن الوطني مشاركا في العديد من القضايا الكبيرة الخاصة بتنظيم جماعة الإخوان الإرهابية والخلايا العسكرية التابعة لها.

الشهيد البطل شارك ضمن فريق العمل في جمع وعمل التحريات في القضية المعروفة إعلاميا بــــ"خلية عرب شركس" ,ابلى بلاء حسنا في جمع المعلومات اللزمة عن تلك الخلية الإرهابية وطرق تمويلها وقيادتها المباشرة التي تتلقى منها هذه الجماعة الإرهابية التعليمات بنوعية العمليات التي تقوم بها بالإضافة إلى رصد ومتابعة تحركات الضباط المستهدفين من ذلك التنظيم الإرهابى، وأماكن وتمركزات الأقوال الأمنية الثابتة والمتحركة.

كل هذه الصفات والعمل المشرف الذى قام به الشهيد ما دفع القيادات الأمنية المباشرة له في جهاز الأمن الوطني أن تختاره ليكون ضمن الــ18 ضابطا الذين وقع عليهم الاختيار لمداهمة إحدى الخلايا التكفيرية التي تمركزت في الصحراء الغربية وقامت بأكثر من عملية هجوم على أكمنة تابعة للجيش واستهدفت رجالها بها، والتي كانت تنوى التحضير للقيام بعمليات نوعية داخل العاصمة نفسها تستهدف المنشآت الحيوية، إلا أن قدر تلك المجموعة من أبطال الوطن أن يقوموا بهذه العملية لينالوا الشهادة وهم واقفين على أقدامهم مقبلين غير مدبرين يواجهون أعداء الوطن للحفاظ على أمن مصر وشعبها.