شهادة طبيب عائد من غزة: "عدد القتلى من الأطفال مأساوي وما رأيته لا يُوصف"

منذ 9 أشهر 111

عاد وفد من الأطباء والعاملين الصحيين الفرنسيين إلى باريس، الثلاثاء، بعد تطوعهم للعمل في المستشفى الأوروبي في قطاع غزة لمدة أسبوعين.

وتم استقبال الوفد بقيادة طبيب الطوارئ الفرنسي الشهير رافائيل بيتي، في فندق رواسي شارل ديغول من قبل صحفيين وناشطين مؤيدين للقضية الفلسطينية.

وحكى بيتي عن تجربته الأليمة في المستشفى الواقع في خان يونس جنوب القطاع قائلاً: "أسافر إلى مناطق الحرب منذ 20 عامًا ولم أر قط هذا العدد الكبير من الضحايا من الأطفال..

"القصف مستمر وفي الأيام الماضية اقترب كثيراً من المستشفى حتى لامستنا بعض الشظايا. في هذه المرحلة، لا نعرف ما إذا كان سيتم تطويق المستشفى الأوروبي أم لا."

وأضاف الطبيب عند سؤاله عن أبرز المشاكل الصحية التي اعترضته في المشتشفى:"هناك العديد من المشاكل المتعلقة بالالتهابات. مثلا عندما نحاول إنقاذ الساق عن طريق وضع بعض المثبتات الخارجية، لأننا لا نملك الوقت لتغيير الضمادات ومتابعة الضمادات بشكل صحيح، فإن الأشخاص يعودون بعد شهر أو شهرين مصابين بالتهابات شديدة لأن الضمادات ليست نظيفة بسبب ظروف الحياة، ومن ثم نضطر مرة أخرى إلى البتر. إنه وضع ميؤوس منه تماما".

وقالت إيمان معرفي، وهي ممرضة: "لقد رأيت أشياء لا توصف هناك. أطفال، كبار السن، شباب، كنت في قسم الطوارئ وبالطبع لم يكن هناك يوم واحد دون وفيات، أو موتى لدى وصولهم أو مرضى فقدناهم. ".

وأضافت معرفي: "أتذكر في أحد المرات كنا نقوم بإنعاش رجل توقف قلبه، وسقطت النقالة ومعها المريض من ارتفاع متر، وكان قلبه قد توقف عن العمل بالفعل، لذا توقفنا. والنقالات تتهاوى، ومليئة بالدم الجاف، وليس لديهم حتى مطهرات".