شهادة أم من غزة: "سُفرة رمضان خالية من الطعام ومن لمة الأحباب"

منذ 8 أشهر 77

قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، كانت رندا بكر تزين منزلها وتطبخ الطعام اللذيذ لأطفالها كل عام بحلول شهر رمضان. ولكن هذا العام، الأمر اختلف تماماً، خصوصاً وأن الموائد الرمضانية باتت خالية ليس فقط من الطعام، بل من أفراد العائلة الذين قضوا في الحرب.

هذا العام، جهزت الأرملة البالغة من العمر 33 عاماً لأطفالها طبقاً من الأرز والبطاطا والبازلاء، كانت قد حصلت عليها من صناديق المساعدات الانسانية.

مثل أي شخص آخر في غزة، تحطمت حياتها بسبب الهجوم البري الإسرائيلي واسع النطاق. منذ وفاة زوجها، هربت هي وأطفالها ووالدتها إلى المواصي، وهي منطقة ريفية في جنوب غزة مكتظة بخيام النازحين الذين فروا من ضراوة القصف.

وقالت: "رمضان هذا العام جوع وألم وخسارة. لقد رحل الأشخاص الذين كان ينبغي أن يكونوا على الطاولة معنا".

ولم يستطع طفل رندا الرابع أمير، أن ينضم للإفطار بسبب جلطة دماغية أصيب بها قبل الحرب.

وتغيّب زوج رندا  في شهر رمضان هذا العام، لأنه قُتل مع 31 شخصًا آخرين في الشهر الأول من الهجوم الإسرائيلي على غزة عندما استهدفت الغارات الجوية منزلهم ومنازل جيرانهم في حي الرمال. 

وأضاف ارتفاع الأسعار عبئا آخر على أكتاف بكر. وقالت إن معظم الضروريات أصبحت غير متوفرة، وتابعت: "بالنسبة لي، رمضان الآن لا يعني شيئًا. لا شيء على الإطلاق".

وقد شردت الحرب نحو 80% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وتكدس أكثر من نصفهم في أقصى الجنوب حول مدينة رفح، ويعيش كثيرون منهم في خيام ومدارس تحولت إلى ملاجئ. ومع دخول كميات ضئيلة فقط من الإمدادات إلى المنطقة، يواصل الجوع بالتفشي، وسط تحذيرات أممية من خطورة الوضع.

وأدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات الفرنسية.