شهادات وأرقام صادمة: بعد القصف والدمار والحصار.. القناصة الإسرائيليون يعتلون أسطح المستشفيات في غزة

منذ 11 أشهر 115

يقول صالحة: "إن القوات الإسرائيلية تحاصر المستشفى منذ عدة أيام ولا يمكن لأي أحد أن يتحرك حتى داخل المكان فالمرور قرب النوافذ أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر لأننا في دائرة استهداف القناصة" ويضيف: "لقد قُتل زميلان لنا في الأيام الأخيرة برصاص القناصة منهما ممرضة"

أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قناصين إسرائيليين قد أطلقوا النار السبت على الدكتور أشرف أبو مهدي المدير العام للصيدلية المركزية في غزة بينما كان في طريقه إلى أحد المخازن لإمداد مستشفيات القطاع بما تحتاجه من الأدوية في ظل شحّ شديد لتلك المواد.

وعن تداعيات الحادثة قالت الوزارة: "ما أن وصل (الدكتور أشرف أبو مهدي) إلى المخزن، لاحظ وجود قناصين في مكان قريب منه وما لبثوا أن أطلقوا النار عليه ما أدى لإصابته بجراح هو والسائق الذي كان يرافقه وشخص ثالث أيضا.

وأضاف المصدر بأن " قوات الاحتلال قد أطلقت النار على سيارة الإسعاف التي جاءت لإجلاء الجرحى الثلاثة من المكان" في خطوة تندرج على ما يبدو ضمن خطة استهداف الكوادر الطبية والمستشفيات والتي ما فتئ الفلسطينيون ينددون بها منذ بداية الهجوم على غزة ما يزيد الضغط على النظام الصحي المنهار أصلا.

مستشفيات الشمال خرجت كلها عن الخدمة وتحت رحمة القناصة

وبحسب الهلال الأحمر الفلسطيني فإن جميع المستشفيات في مدينة غزة وفي الشمال قد خرجت عن الخدمة وما تبقى من الطواقم الصحية يبذل أقصى طاقته لعلاج الجرحى والمرضى رغم شحّ الأدوية وغياب أبسط الأجهزة الطبية هناك.

وإضافة إلى القصف والتدمير، فإن جيش الدولة العبرية يفرض حصارا كاملا على تلك المستشفيات التي أضحت هدفا لرصاص القناصة.

بدوره صرح ناطق باسم الصليب الأحمر لوكالة الصحافة الإسبانية إي في بأن القناصة والجنود الإسرائيليين يستهدفون كل من يحاول التحرك في تلك المناطق (مدينة غزة وشمال القطاع). لا طواقم الإسعاف ولا منظمات الإغاثة قادرون على فعل أي شيء لأننا لا نملك وسائل الحماية للوصول إلى تلك الأماكن".

لا ماء ولا طعام وحصار ورصاص .. شهادة من داخل مستشفى العودة

وقد تقاطعت حادثة استهداف الدكتور أبو مهدي مع شهادة أدلى بها محمد صالحة وهو فلسطيني من شمال القطاع يوجد حاليا بمستشفى العودة الواقع تحت الحصار وبداخله أكثر من 250 شخصا من الطاقم الطبي والمرضى والجرحى وعائلاتهم أيضا.

ويقول صالحة في شهادته "إن القوات الإسرائيلية تحاصر المستشفى منذ عدة أيام ولا يمكن لأي أحد تقريبا أن يتحرك حتى داخل المستشفى إذ أصبح المرور قرب النوافذ مغامرة محفوفة بالمخاطر لأننا في دائرة استهداف القناصة".

ويضيف الشاهد: "لقد قُتل زميلان لنا في الأيام الأخيرة برصاص القناصة منهما ممرضة. ولا يوجد لدينا لا طعام ولا ماء بعد أن قصفت إسرائيل خزانات المياه المتواجدة في المستشفى الذي يحتاج بصورة عاجلة إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب أو إلى وسائل تساعدنا في إجلائنا من هنا لكن كل هذا لم يحدث حتى الآن".

وبحسب وزارة الصحة في غزة، فإن نحو 9000 فلسطيني مصاب بالسرطان في القطاع لم يتلقوا العلاج اللازم منذ قرابة شهرين والأمر ذاته ينسحب على مرضى الهيموفيليا (مرض وراثي يسبب النزيف جراء نقص بروتين يساعد على تخثر الدم) وفي ظل انعدام الوسائل فإن كل هذا من شأنه أن يسرّع من وفاة المدنيين المحتاجين إلى علاج.

أرقام مرعبة.. استهداف 132 مؤسسة صحية  وقتل 300 كادر طبي

وتقول الوزارة إن الجيش الإسرائيلي قد استهدف عمدا أكثر من 132 مؤسسة صحية ما أخرج 22 مستشفى و46 مركزا طبيا عن الخدمة فيما لقي قرابة 300 من الكوادر الطبية حتفهم في الغارات الإسرائيلية التي حصدت حتى الآن أرواح أكثر من 17.700 فلسطيني سبعون في المئة منهم نساء وأطفال.