بقلم: يورونيوز • آخر تحديث: 21/03/2023 - 11:15
الرئيس الصيني خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين - حقوق النشر Dmitry Astakhov/Sputnik
أعلن الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء أثناء زيارة إلى روسيا، أنه دعا نظيره الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الصين هذه السنة، في مؤشر إلى متانة الروابط بين البلدين اللذين يواجهان توتراً مع الغرب.
وقال شي خلال لقاء مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين قبل بدء جولة ثانية من المحادثات مع الرئيس الروسي: "دعوت بالأمس الرئيس بوتين لزيارة الصين هذه السنة في الوقت الذي يناسبه"، وفق ما نقلت وكالات الأنباء الروسية.
من جهة ثانية، أكد الرئيس الصيني أن بكين ستواصل جعل العلاقات مع روسيا "أولوية"، معتبراً ان البلدين "قوتان كبريان جارتان" و"شريكان استراتيجيان".
وقال الرئيس الصيني: إن "رئيس الوزراء لي كيانغ سيواصل إعطاء أولوية للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا".
وفي خضم زيارة الرئيس الصيني، أعلنت شركة غازبروم الروسية العملاقة الثلاثاء عن تسليم شحنات يومية قياسية إلى بكين الإثنين عبر خط أنابيب سيبيريا الذي يمر في الشرق الأقصى الروسي باتجاه شمال شرق الصين.
وقالت غازبروم في بيان إنها سلمت "الكميات المطلوبة وحققت رقماً قياسياً جديداً لإمدادات الغاز اليومية نحو الصين".
ورداً على أسئلة وكالة فرانس برس حول الرقم الدقيق لهذه الكميات، أعلنت الشركة أنها "لا تقدم معلومات إضافية".
توجه إلى آسيا الوسطى
من جهة أخرى، دعا الرئيس الصيني قادة الجمهوريات السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى لزيارة بلاده في أيار/ مايو، من أجل حضور قمة "الصين وآسيا الوسطى"، في الوقت الذي تعزّز فيه الصين وجودها في هذه المنطقة بينما تنشغل روسيا التي تملك نفوذاً كبيراً فيها، بالحرب في أوكرانيا.
وفي برقيات تهنئة أُرسلت بشكل منفصل يومي الإثنين والثلاثاء لمناسبة الاحتفال بعيد النوروز - العيد التقليدي لمناسبة حلول الربيع - دعا شي جينبينغ قادة كازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان وطاجيكستان لحضور "أول قمة بين الصين وآسيا الوسطى" في أيار/مايو.
نشرت هذه الدول الأربع البرقيات. ولم تنشر تركمانستان، الدولة المنعزلة والمورد الرئيسي للغاز إلى بكين، البرقية بعد.
وتعدّ هذه الدول جزءاً من "طريق الحرير الجديد"، وهو مشروع ضخم للبنى التحتية للطرق والسكك الحديد والموانئ بدأته الصين.
في هذه الأثناء، تخشى روسيا، التي تعتبر آسيا الوسطى ساحتها الخلفية منذ منتصف القرن التاسع عشر، على نفوذها في وقت بات فيه حلفاؤها الإقليميون التقليديون محطّ اهتمام الصين وتركيا والدول الغربية.
وشهد هذا الاتجاه تسارُعاً منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، رغم أنّ موسكو تحافظ على نفوذ قوي في المنطقة.
في الأشهر الأخيرة، إضافة إلى شي جينبينغ، زار الرئيسان الروسي والتركي، فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، آسيا الوسطى.
كما عُقدت قمّة عبر الإنترنت، وفق نموذج "5+1"، نظّمها شي في كانون الثاني/يناير 2022 لمناسبة الذكرى الثلاثين لإقامة علاقات دبلوماسية بين الصين وآسيا الوسطى بعد سقوط الاتحاد السوفياتي.
وتبدو البرقيات الأربع متشابهة، حيث شدّد شي جينبينغ على تعميق العلاقات بين الصين وآسيا الوسطى.
ووفق البرقية التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية الطاجيكية "خوفار"، فقد قال شي جينبينغ إنّه "يتطلّع إلى مناقشة خطة ضخمة لتنمية العلاقات بين الصين وآسيا الوسطى".
ومع ذلك، لن يمرّ النفوذ الصيني المتنامي من دون إثارة بعض المخاوف والمعارضة بين السكان، خصوصاً في قرغيزستان وكازاخستان.