شرطة السويد تسمح بحرق مصحف أمام مسجد في ستوكهولم وأنقرة تصف العمل "بالحقير والدنيء"

منذ 1 سنة 166

أحرق رجل صفحات نسخة من المصحف أمام مسجد ستوكهولم الكبير الأربعاء، وذلك بعدما منحت الشرطة السويدية إذنا لتنظيم تظاهرة تزامنت مع بدء عيد الاضحى. وأفادت الشرطة في قرارها أن طبيعة المخاطر الأمنية المرتبطة بإحراق المصحف "لا تبرر بموجب القوانين الحالية رفض الطلب".

كان سلوان موميكا (37 عاما) الذي فر من العراق إلى السويد قبل سنوات قد كتب للشرطة، في الطلب الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه "أريد التعبير عن رأيي حيال القرآن".

وقبيل التظاهرة قال موميكا لوكالة الأنباء السويدية "تي تي" إنه يريد أيضا تسليط الضوء على أهمية حرية التعبير، وأضاف قوله: "هذه ديموقراطية، وستكون في خطر إذا ما قالوا لنا إن ليس بإمكاننا القيام بذلك".

ووسط حراسة مشددة من الشرطة، خاطب موميكا حشدا ضم عشرات الأشخاص عبر مذياع، وفي بعض الأحيان داس على المصحف وأضرم النار في بضع صفحات، قبل أن يغلقه بقوة ويركله مثل كرة قدم، ملوحا بأعلام سويدية، بحسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس في الموقع.

تنديد تركي

وفي رد فعل على الحادثة، ندد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بإحراق المصحف في ستوكهولم، معتبرا أنه خطوة "حقيرة" و"دنيئة".

وكتب الوزير على حسابه على تويتر: "ألعن الفعل الحقير الذي ارتكب في حق القرآن الكريم في أول أيام عيد الأضحى...من غير المقبول السماح بهذه الأعمال المعادية للإسلام بذريعة حرية التعبير".

وأوضح الوزير الذي كان على رأس أجهزة الاستخبارات حتى توليه منصبه مطلع حزيران/يونيو "التغاضي عن مثل هذه الأعمال الفظيعة يعني التواطؤ". وحدث استفزاز مماثل في كانون الثاني/يناير من قبل ناشط يميني متطرف.

السويد وحلف شمال الأطلسي

منذ أيار/مايو 2022 تعرقل تركيا دخول السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وكذلك المجر. وتنتقد أنقرة السويد لتساهلها المفترض مع ناشطين من حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة منظمة إرهابية.

وأعلن الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن المحادثات حول انضمام السويد إلى الناتو التي عرقلتها تركيا، ستجمع ممثلين عن البلدين في بروكسل في السادس من تموز/يوليو. ويأمل الناتو الذي يعقد قمة في 11 و12 تموز/يوليو في فيلنيوس، في رفع هذا الفيتو خلال الاجتماع.

فتح تحقيق

وكانت الشرطة قد فرضت طوقا على منطقة في متنزه قريب من المسجد، لتفصل بين موميكا ومتظاهر آخر عن الحشد. وقالت في بيان بعد الظهر إن الاحتجاج لم يتسبب في "اضطراب في النظام" ، لكنها أضافت أنه تم فتح تحقيق بشأن "إثارة توتر ضد جماعة عرقية"، لأن الرجل اختار حرق القرآن قرب مسجد.

كذلك يجري التحقيق معه أيضًا لخرقه حظرًا موقتًا على إشعال الحرائق بسبب موجة الحر، وفق الشرطة. ووصفت نوا عمران وهي فنانة في الثانية والثلاثين من ستوكهولم التظاهرة بأنها "صادمة جدا".

وقالت المرأة التي لوالدتها أصول مسلمة لوكالة فرانس برس: "إنها كراهية فحسب تتخفى باسم الديموقراطية والحرية وهي ليست كذلك".

أما العاملة الاجتماعية لوتا يان (43 عاما) فرأت أنه لا ينبغي التهاون مع إحراق المصحف، وقالت "علينا أن نقول كفى. من غير المقبول إذلال الآخرين".

ضوء أخضر بعد رفض

وكانت الشرطة السويدية أعلنت أنها صرحت بتنظيم تظاهرة يخطط منظمها لإحراق نسخة من المصحف خارج مسجد ستوكهولم الكبير الأربعاء، تزامنا مع بدء عيد الأضحى.

وجاء الضوء الأخضر بعد أسبوعين على رفض محكمة استئناف سويدية قرارا للشرطة، برفض منح تصاريح لتظاهرتين في ستوكهولم كان سيحرق المصحف خلالهما.

وأشارت الشرطة حينذاك إلى مخاوف أمنية، بعدما أدى إحراق المصحف خارج مقر السفارة التركية في كانون الثاني/يناير إلى خروج تظاهرات استمرت أسابيع ورافقتها دعوات لمقاطعة المنتجات السويدية بينما عطّلت مساعي السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.

وأفادت الشرطة بأن تظاهرة كانون الثاني/يناير جعلت السويد "هدفا للهجمات يحظى بأولوية".

واحتجت تركيا على وجه الخصوص على سماح الشرطة بخروج تظاهرة كانون الثاني/يناير، علما أن أنقرة عرقلت مساعي السويد للانضمام إلى الناتو على خلفية فشل ستوكهولم في تنفيذ حملة أمنية ضد مجموعات كردية تعتبرها "إرهابية".

رفضت الشرطة بعد ذلك طلبين لتنظيم تظاهرات تتضمن إحراق المصحف، واحدة من قبل شخص والثانية من منظمة، خارج السفارتين التركية والعراقية في ستوكهولم في شباط/فبراير.

وارتأت محكمة الاستئناف في منتصف حزيران/يونيو بأن الشرطة أخطأت بحظر التظاهرتين، مشيرة إلى أن "مشاكل الأمن والنظام" التي تحدّثت عنها الشرطة "غير مرتبطة بشكل واضح بالحدث المخطط له أو مكانه".

تصريحات

وفي تصريحات أدلى بها لصحيفة "أفتونبلاديت" في نيسان/أبريل، قال سلوان موميكا الذي فر إلى السويد من العراق إن هدفه لم يكن عرقلة مساعي السويد للانضمام إلى الناتو وإنه فكر في انتظار انضمام الدولة الاسكندنافية إلى الحلف قبل تنظيم التظاهرة. وقال للصحيفة "لا أرغب بإيذاء هذا البلد الذي استقبلني وحفظ كرامتي".

وسبق أن سمحت الشرطة السويدية لراسموس بالودان بتنظيم تظاهرة كانون الثاني/يناير، وهو ناشط سويدي دنماركي سبق وأدين بالعنصرية.

وتسبب بالودان باندلاع أعمال شغب في السويد العام الماضي عندما قام بجولة في أنحاء البلاد وأحرق علنا نسخا من المصحف. وانتقد سياسيون سويديون إحراق المصحف لكنهم دافعوا بشدة في الوقت ذاته عن حرية التعبير.