شاهد: هكذا استغل ترامب صورته الجنائية التاريخية وحولها لعلامة تجارية وسلاح سياسي في حملته الانتخابية

منذ 1 سنة 93

من اللحظة التي التقطت فيها صورة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهو ينظر شزراً إلى عدسة الكاميرا كأنه يتحدّاها، أصبحت صورة العالم وأحدثت ضجة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية، لكن ترامب سرعان ما حوّلها إلى سلاح سياسى باعتبارها رمزا للتحدي، تعكس صورة ضحية استهدفها أعداؤها.

إمعاناً في السخرية من الصورة الجنائية التي التقطت لدونالد ترامب في سجن مقاطعة فولتون في ولاية جورجيا لدى توقيفه  لفترة وجيزة مساء الخميس ( بتهمتَي الابتزاز والتآمر لقلب نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة لصالحه)، يقوم سكان لوس أنجلوس بأخذ صور طبقاً للأصل في مكان أعدّه خصيصاً الفنان المحلي بلاستيك جيسوس "Plastic Jesus" وأطلق عليه اسم "بقعة السيلفي".

خلفية الصورة رمادية وعليك أن تنظر شزراً مثل ترامب إلى عدسة الكاميرا وكأنك تتحداها. لكن بينما رأى البعض الصورة باعتبارها رمزاً للعدالة، ودليلًا على أنه لا أحد فوق القانون، رأى الملايين الصورة باعتبارها رمزاً للتحدي وحاربة استبداد السلطة.

قد تعتبر الصورة الجنائية بالنسبة لكل الناس وصمة عار يجب التخلص منها، لكن ليس بالنسبة لدونالد ترامب الذي سرعان ما حوّلها إلى علامة تجارية وسلاح سياسي. 

ونشر ترامب بنفسه نشر ترامب نفسه صورته الجنائية فجر الجمعة على "إكس"، في أول منشور له على منصّة تويتر سابقاً، منذ يناير/ كانون الثاني 2021، وألحقها بعبارتي "تدخل في الانتخابات" و"لا استسلام".

وفي غضون ساعات قام فريقه بطباعة الصورة العابسة على القمصان والأكواب والملصقات، مصحوبة  بعبارة "لا تستسلم أبداً" وقد خُطت بأحرف كبيرة.

وفي حين أن صورة كهذه، من شأنها أن تُغرق أي مرشح سياسي آخر، لكنها بالنسبة لترامب، مجرد وسيلة أخرى لتعزيز روايته عن البطولة والتحدي. فقد جاء في رسالة بالبريد الإلكتروني لجمع التبرعات أرسلها ترامب: "ستُسجل هذه اللقطة في التاريخ إلى الأبد كرمز لتحدي أمريكا للاستبداد"، في حين طالب مؤيديه  بمبلغ 47 دولاراً لقاء الحصول على قميص يحمل الصورة.

وقال دانيال بينز، خبير تسويق مقيم في نيويورك، إن الصورة يمكن أن تكون أداة "قوية للغاية" لترويج العلامة التجارية لترامب. وأضاف: "هنا تظهر عبقريته كمسوّق، إنه يستطيع استغلال كل ما يُقال بشأنه، ويحوّل أي اتهام، أو أي صورة، إلى شيء يخدم القصة التي يريد أن يرويها".

ولم يتوان مؤيدوه استخدام الصورة كسلاح، حيث يسعى الحزب الجمهوري لاستعادة الرئاسة من جو بايدن. وكتبت عضوة الكونغرس لورين بويبرت على موقع X إلى جانب الصورة: "ليس كل الأبطال يرتدون العباءات".

بينما نشرت النائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين الصورة وأضافت قائلة: "هذه هي الصورة التي ستفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2024".

 ولا شكّ أن صورة ترامب وهو يرتدي ألوان العلم الأمريكي؛ بدلة زرقاء داكنة وقميصاً أبيض وربطة عنق حمراء.. قد أصبحت من أشهر الصور في التاريخ، أما التحديقة الشرسة من تحت الحاجبين والعينان المحتقنتان بالدم بشكل غريب والجبين المجعّد فقد نجح في تحويلها إلى رمز للغضب والقوة، ودليل على محاربته "الاستبداد".