فرت آلاف العائلات الفلسطينية، يوم الأربعاء، إلى بلدة دير البلح هرباً من وطأة الهجوم البري الإسرائيلي، حيث شن الجيش ضربات مكثفة في وسط وجنوب القطاع، مما أسفر عن مقتل العشرات، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية.
سيرًا على الأقدام أو على عربات تجرها الدواب محملة بالممتلكات، نزحت عائلات فلسطينية هُجرت من شمال ووسط غزة إلى بلدة دير البلح في جنوب قطاع غزة بفعل القصف الإسرائيلي.
وكانت دير البلح موطناً لنحو 90 ألف شخص قبل الحرب، وتؤوي الآن أكثر من 61 ألف نازح، معظمهم من الشمال، وفقاً لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
ونظراً لكون ملاجئ الأمم المتحدة مكتظة، فقد نصب النازحون الجدد خيماً على الأرصفة. واحتشد معظمهم في الشوارع المحيطة بمستشفى شهداء الأقصى الرئيسي في البلدة، على أمل أن يكون أكثر أماناً من الضربات الإسرائيلية.
ويقول فرج نازح من البريج: "نطلب شيئًا واحدًا، أوقفوا هذه الحرب، أوقفوا معاناة الناس بأي ثمن. من المؤسف، الأطفال ينامون في البرد. هذه قمة المعاناة، الموت أرحم."
وتتسبب الهجمات الإسرائيلية إلى حشد معظم السكان في دير البلح ورفح على الطرف الجنوبي للإقليم، فضلاً عن منطقة ريفية صغيرة على الساحل الجنوبي.
ولا تزال هذه المناطق تتعرض للضربات الإسرائيلية التي تسحق بانتظام منازل مليئة بالناس. ويخشى الكثيرون أنهم قد يتعرضون في نهاية المطاف لهجوم بري.
لقد كان الهجوم الإسرائيلي على غزة واحداً من أكثر الحملات العسكرية تدميراً في التاريخ الحديث. وقتل أكثر من 21.100 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفقا للسلطات الصحية الفلسطينية.
وقد فر نحو 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم في نزوح جماعي يشبه بالنسبة للعديد من الفلسطينيين أصداء النزوح الجماعي في عام 1948 الذي يشيرون إليه باسم "النكبة".
ورغم كل المنشدات الدولية لوقف إطلاق النار، تؤكد إسرائيل أن الحرب في غزة ستستمر لعدة أشهر من أجل "القضاء على حركة حماس".