بعد نزوحهم إلى الجنوب سعيًا وراء الأمان، يعيش مئات آلاف النازحين في منطقة المواصي الواقعة في جنوب القطاع ضمن ظروف حياتية "لا تطاق" وتفتقر إلى أبسط المقومات.
ويتكدس معظم النازحين في خيام من البلاستيك، غالباً تؤوي عائلات بأكملها.
كما يفتقر النازحون إلى شبكات الصرف الصحي، والتيار الكهربائي وغيرها من أساسيات الاحتياجات البشرية.
ويقول محمود شاهين، نازح أصلاً من جباليا شمال قطاع غزة:"الناس جائعون، لا طعام ولا شراب ولا ملابس. الناس بلا مأوى. لا أحد سعيد. معظم الطعام الذي نأكله مملوء بالرمال. الحياة أشبه بالجحيم. لا يمكن لأحد أن يقبل هذه الحياة."
وتقول مريم شاهين: "المياه التي نشربها ملوثة، أتمنى أن أحصل على القليل من المياه النظيفة، حتى عندما نشربها تكون ساخنة".
وكان الجيش الإسرائيلي قد خصص منطقة المواصي بالتحديد كمنطقة آمنة وطلب من سكان الشمال التوجه تحديدًا إلى هذه المنطقة باعتبارها المكان الأكثر أمانا في القطاع.
ويقول عبد الله جربوع، وهو نازح من مدينة غزة:"نخاف من التهجير مرة أخرى لأننا لا نثق بإسرائيل. قالوا لنا أن الجنوب آمن، ونحن نزحنا من الشمال إلى الجنوب ولكن وجدنا الموت والدماء تنتظرنا وتنتظر أبناءنا وبناتنا وأقاربنا، وجدنا الموت أمامنا ولم نجد الأمان كما يقولون، لو علمنا أن هناك موت لبقينا في الشمال".
وقتل أكثر من 37 ألف فلسطيني في قطاع غزة معظمهم من النساء والأطفال منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة.