شاهد: موجة حر لافحة أشد "لهيبا من إفريقيا" تجتاح روما لم تمنع تدفق السياح على المدينة الأبدية

منذ 1 سنة 167

تواصل درجات الحرارة الارتفاع الأحد في إيطاليا قبل القيظ المتوقع اعتبارا من الثلاثاء، لكن "الأجواء الأشد حرا من إفريقيا" لم تردع السياح الذين تدفقوا على الشواطئ والمتاحف والمواقع الأثرية.

وُضعت 16 مدينة إيطالية كبرى في حال تأهب حمراء من موجة الحر الأحد، من بينها بولونيا وفلورنسا وروما وكالياري في سردينيا وباليرمو وكاتانيا في صقلية، مع وصول الحرارة إلى 35/36 درجة في الظل، لكن الحرارة المحسوسة تقارب أربعين درجة.

بلغت الحرارة في روما 34 درجة في الساعة الأولى والنصف بعد الظهر (11,30 ت غ).

في حديقة الحيوانات بالعاصمة، بدأ العمال بإطعام الحيوانات فاكهة مجمدة لإنعاشها: فرس النهر يلتهم البطيخ، وليمور كثيف الفرو يلعق أيضا فاكهة تروي العطش.

وفي الفاتيكان، تتحدى حشود الحجاج والسياح موجة الحر يوميا لدخول المتاحف المرموقة في الدولة-المدينة.

بلغ عددهم 15 ألفا، وفق قوات الدرك في الفاتيكان، وقد تجمعوا صباح الأحد في ساحة القديس بطرس للاستماع إلى البابا فرنسيس عند الظهر وهو يتلو صلاة التبشير الملائكي من شرفته.

تسلح المؤمنون بقبعات ومظلات، كما أقبلوا على شراء قوارير المياه من الباعة الجوالين.

"أشد حرا من إفريقيا"

لكن الوضع أصعب بالنسبة للرهبان الذين يلبسون زيهم الأسود.

يؤكد القس فرنسوا مبيمبا (29 عاما) القادم من أبرشية كينجي قرب كينشاسا، أن "التكيّف صعب، فالجو أشد حرا من إفريقيا، في جمهورية الكونغو الديمقراطية".

ويضيف "يستمر هذا الحر حتى الليل، نعاني صعوبة في النوم. ونحن الذين نرتدي ملابس سوداء، نتعرق كأننا في الجحيم".

بدورها، تقول البرازيلية ليلو دا كوستا روزا (48 عاما) القادمة من مدينة ليون الفرنسية، "أعاني حقا جراء الحر. اشتريت مروحة صغيرة ومظلة وقوارير مياه".

وتتابع "طوابير الانتظار طويلة جدا، والبقاء في الشمس لمدة 35 دقيقة عند 35 درجة صعب. سنقوم بذلك في نهاية اليوم، سيكون الجو أكثر اعتدالا".

يبدو الزوجان اللبنانيان الياس وكارول أقل تأثرا، فالجو حار أيضا في بلدهما في هذا الوقت من العام.

تقول كارول "درجة الحرارة مماثلة تقريبا، وضعنا المزيد من كريم الوقاية من الشمس، ونشرب المزيد من الماء".

وتضيف الممرضة البالغة 36 عاما "لم نعتقد أن الحرارة ستكون 42 أو 43 درجة (كما هو متوقع الثلاثاء في روما) لكننا رأينا على غوغل أن الجو سيكون حارا".

في جزيرة لامبيدوسا الإيطالية الواقعة على بعد حوالى 145 كيلومترا من الساحل التونسي والتي يصل إليها آلاف المهاجرين كل عام، تولى الصليب الأحمر "توسيع المناطق المظللة بنصب مزيد من الخيم"، وفق ما أفادت متحدثة باسم المنظمة غير الحكومية وكالة فرانس برس.

لامبيدوسا هي إحدى نقاط الدخول الرئيسية للمهاجرين الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط.

في العام الماضي، وصل إليها أكثر من 46 ألف شخص من إجمالي 105 آلاف مهاجر غير نظامي وفدوا إلى إيطاليا، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.

من جانبه، حذّر مركز الأرصاد الجوية الإيطالي من "موجة حر هي الأكثر شدة هذا الصيف، وواحدة من أشد موجات الحر على الإطلاق".

في روما التي سمّتها الصحافة "المدينة الجهنمية"، قد تصل الحرارة إلى 40 درجة الاثنين، ثم 42 أو 43 درجة الثلاثاء، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 40,5 درجة والمسجل في العاصمة في آب/أغسطس 2007.

لكن يتوقع أن تكون درجات الحرارة أشد في جزيرة سردينيا، ويمكن أن تتجاوز الرقم القياسي البالغ 48,8 درجة المسجل في 11 آب/أغسطس 2021، وهو الأعلى على الإطلاق في أوروبا.

وذكرت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية مؤخرا أن الحرارة هي أحد أكثر الأحداث الجوية فتكا.

وفي الصيف الماضي، تسبب القيظ في وفاة أكثر من 60 ألف شخص في أوروبا وحدها، وفق دراسة حديثة.