في حين أغلقت جميع المرافق الصحية في منطقة دارفور أبوابها نتيجة اشتداد الاشتباكات، لا يزال مستشفى نيالا التركي السوداني يواصل تقديم الخدمات الصحية رغم استمرار الصراع وشح المستلزمات الطبية.
يستمر مستشفى نيالا التركي السوداني التعليمي المفتتح عام 2014، في تقديم الخدمات الطبية على الرغم من الاشتباكات المستمرة في البلاد.
ويحاول المستشفى الواقع في مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور السودانية، تضميد جراح السكان على الرغم من توقف جميع المرافق الصحية المحيطة عن الخدمة.
ووصف مدير الخدمات الصحية للمستشفى سليمان أحمدي، صعوبة توفير الخدمات الأساسية لجميع المرضى قائلاً: "نتلقى القليل جدًا من الأدوات الطبية، ونفتقر إلى العديد من الأدوية، نحتاج على سبيل المثال إلى جهاز CBC، وأبلغنا السلطات بحاجتنا الملحة لبعض الأدوات الأساسية، ومن بينها الضمادات والقفازات".
وقالت خديجة عوض، مريضة بالفشل الكلوي تتردد باستمرار على المستشفى: "كنت أقوم بغسيل الكلى مرتين في الأسبوع، ولكن بسبب الظروف التي تمر بها البلاد الآن، يجب أن أقوم بغسيل الكلى مرة واحدة في الأسبوع".
وأضافت: "ظروفي صعبة والوضع غير مطمئن بشكل عام".
ورغم أن المستشفى فتح قسماًً للتبرع بالدم، لتوفير الدم اللازم لعلاج المصابين والمرضى، إلاّ أن الطبيب ياسر آدم، قال إن أعداد المرضى التي يستقبلها باتت كبيرة جدًا، وأضاف: "نحن نناشد العالم الآن، إننا في أمس الحاجة إلى تبرعكم بالدم".
ويعمل في المستشفى 70 طبيباً من تركيا بينهم المدير وأطباء متخصصون، و60 طبيباً سودانياً، وتبلغ سعته نحو 200 سرير، حيث يضم 3 غرف عمليات، وقسماً للأطفال وحديثي الولادة، بالإضافة إلى قسم للعناية المركزة يضم 8 أسرة، وتجرى فيه نحو 4 آلاف عملية جراحية سنوياً، إضافة إلى 300 عملية جراحية عاجلة.
ومنذ 15 أبريل/ نيسان الجاري، انحدر السودان إلى حالة من الفوضى، مع اندلاع اشتباكات واسعة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح معظمهم من المدنيين.