شاهد: "مراحيض عائمة" لقرويين محرومين من الصرف الصحي في كمبوديا

منذ 1 سنة 196

بقلم:  يورونيوز  •  آخر تحديث: 26/03/2023 - 10:39

كمبوديا

كمبوديا   -  حقوق النشر  AFP

تعجز سي فورن عن حبس دموعها لدى الحديث عن ابنتها ذات السنوات الأربع التي توفيت جراء إسهال بعدما لعبت في مياه بحيرة تونليه ساب الملوثة... وهي من بين مئة ألف كمبودي يعيشون في منازل عائمة على هذه المساحة المائية التي تشكل أحد أكبر خزانات الصيد في المياه العذبة في العالم.

ورغم أن قريتها تضم خمسين منزلا إضافة إلى مدرسة ابتدائية، فإنها لا تتمتع بأي نظام للصرف الصحي.

وبدأ بعض السكان إقامة "مراحيض عائمة"، غير أن الكلفة الباهظة لهذا الحل تحد من القدرة على تعميمه.

وتوضح سي فورن التي يعاني أفراد عائلتها من أمراض متكررة، أن الأسرة دأبت منذ أجيال "على استخدام هذه المياه التي نشربها ونتغوّط فيها"، ما يعرّض لخطر الإصابة بالإسهال أو حتى بالكوليرا.

وتضيف "يساورني قلق كل يوم على صحتي. أنظروا إلى المياه، لا صرف صحياً لدينا. لكني لا أعلم ما عليّ فعله".

ويعيش أكثر من مليون شخص عند هذه البحيرة الكبيرة أو في محيطها، في عشرين الف منزل عائم.

تحديات كبيرة

ولا تزال كمبوديا التي دمرتها الحرب والإبادة المرتكبة من نظام الخمير الحمر في سبعينات القرن الماضي، من أفقر بلدان آسيا.

وبحسب منظمة "ووتر ايد" الخيرية، يفتقر ثلث سكان البلاد إلى الوصول لمراحيض سليمة، فيما يشكّل الإسهال أحد الأسباب الرئيسة للوفيات لدى الأطفال دون سن الخامسة.

وتأمل شركة "ويتلاندز وورك" القائمة على المراحيض العائمة، في أن تشكل هذه المراحيض عنصراً مساعداً لسكّان القرية التي تقطنها سي فورن وقرى أخرى تعاني وضعاً مشابهاً في كمبوديا وخارجها.

وتتشكل هذه المراحيض، واسمها الرسمي "هاندي بودز"، من ثلاثة خزانات لتنقية المياه الآسنة وتنظيفها من مخلفات البراز البشري.

وفي الداخل، يزيل "شريط حيوي"، وهو كائن دقيق يحوي مليارات الجراثيم، العوامل المسببة للأمراض ليصار بعدها إلى إعادة المياه المعالجة إلى البحيرة.

ويقول مؤسس "ويتلاندز وورك" تابر هاند لوكالة فرانس برس "نهتم بالصرف الصحي في القرى العائمة التي لم تشهد على مثل هذه الأنظمة الصحية بتاتاً من قبل".

ورغم أن "المياه الرمادية" التي يُستحصل عليها بعد المعالجة ليست صالحة للشرب، يمكن استخدامها من دون أي خطورة للاستحمام أو الطهو.

وأقامت الشركة تسعة عشر مرحاضا عائما في تشونغ برولاي، قرية سي فورن.

للطهي والاستحمام

ويوضح الصياد روين نوف الذي فاز بمرحاض "هانديبود" مجاناً إثر سحب بالقرعة قبل شهرين، لوكالة فرانس برس "نستخدم هذه المياه لأن عبوة المياه تكلّف دولاراً واحداً في المتاجر، وبالتالي فإن شراءها سيكبّدنا تكاليف باهظة إذا ما أردنا استخدامها للطهو أو الاستحمام".

ويضيف "نشتري المياه المعدنية حصراً للشرب".

والأمل يبقى في أنه كلما رأى القرويين طريقة عمل هذه المراحيض، ستزيد لديهم الرغبة في الإفادة من أنظمة صرف صحي ملائمة.

وأقامت "ويتلاندز وورك" أيضاً هذا النظام في اثنتي عشرة قرية في بورما، غير أن تكلفته الباهظة نسبياً (حوالى 175 دولاراً للقطعة الواحدة)، تشكّل عائقاً أساسياً أمام نشره.

ففي تونليه ساب، لا يتخطى دخل الصياد خمسة دولارات يومياً كحد أقصى.

وبالتالي، ثمة حاجة إلى مساعدات أكثر ديمومة، وفق هاند الذي يرمي إلى إتاحة هذه الحلول للعائلات بسعر يراوح بين 35 و40 دولاراً.

ويقول يوين سال زوج سي فورن، لوكالة فرانس برس إن السلوكيات على صعيد الصرف الصحي والنظافة بدأت تتغير منذ وصول المراحيض العائمة، لكن "ليست لدينا الموارد لشرائها لأن المال الذي نجنيه بالكاد يكفي لتغطية نفقاتنا اليومية".

ويضيف "إذا لم نحصل على مساعدة من أحد، سنواصل استخدام البحيرة (لقضاء الحاجات)".