يكافح مئات الإطفائيين في اليونان الخميس للسيطرة على حرائق الغابات الكبرى المشتعلة لليوم السادس والتي أودت بعشرين شخصا وتثير طريقة تعامل السلطات معها غضبا متزايدا بين السكان المنكوبين.
ويستعر حريق خطير لليوم الثاني في جبل بارنيثا قرب أثينا في أكبر غابة مجاورة للعاصمة، ما يهدد حديقة وطنية.
وأفاد المتحدث باسم إدارة الإطفاء يانيس أرتوبيوس تلفزيون "إي آر تي" العام باندلاع حريق في واد تغطيه الأشجار في وقت مبكر من الخميس ما جدد التهديد للمناطق المأهولة.
وفي منطقة مينيدي عند سفوح بارنيثا، حيث فقد الكثيرون منازلهم، ساد الغضب بسبب فشل الدولة مجددا في حماية الممتلكات.
في قرية آيا باراسكيفي الصغيرة حيث تسود رائحة حريق قوية، تم إفراغ الأزقة من سكانها الخميس.
وفي بعض الأماكن، تشهد السيارات المتفحمة والأشجار المحترقة على تقدم النيران في الساعات الماضية عبر الحدائق الصغيرة وبساتين الخضار والأزقة.
"البلاد بأكملها تحترق"
يعرب كثيرون عن الغضب والمرارة مع اجتياح حرائق كبرى اليونان للمرة الثانية خلال شهر بعد أن اندلعت في جزر رودس وكورفو وإيوبوا وفي منطقة أثينا في نهاية تموز/يوليو.
وقال الميكانيكي نيكوس لازارو (32 عاما) لوكالة فرانس برس إنه "غاضب" من الحرائق "التي تندلع كل عام".
وكانت المنطقة نفسها عند سفوح بارنيثا قد تعرضت في عام 2021 لحريق غابات كبير أتى على جزء من حديقة وطنية.
وأضاف لازارو "على السلطات أن تتخذ الإجراءات اللازمة".
بدوره، قال نائب رئيس بلدية أخرنيس نيكوس إكزايوراريس قبل أن ينهار باكيا، "تحتاج الدولة حقًا إلى تشديد العقوبات (في حالة الحرق العمد)، لا يمكن أن يستمر هذا، البلاد بأكملها تحترق".
الحريق الأكبر يستعر في شمال اليونان، حيث امتدت النيران التي اندلعت السبت قرب مدينة ألكسندروبولي الساحلية على مساحة يزيد طولها عن 15 كيلومترا.
وعثر في المنطقة هذا الأسبوع على 19 جثة يعتقد أنها لمهاجرين بينهم طفلان.ونبّه مسؤولون إلى أن المنطقة نقطة دخول رئيسية للمهاجرين من تركيا المجاورة، لذلك يُخشى العثور على مزيد من الضحايا بين طالبي اللجوء الذين لم يتمكنوا من الهروب من النيران.
"وضع غير مسبوق"
واندلع حريق ثالث كبير في بيوتيا شمال أثينا، حيث نجا من الدمار الأربعاء دير هوسيوس لوكاس البيزنطي المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، والذي يرجع تاريخه إلى ألف عام.
وقالت وزارة الحماية المدنية إن منطقة أثينا الكبرى، إلى جانب فيوتيا وجزيرة إيفيا، هي المناطق الأكثر عرضة لخطر اندلاع حرائق جديدة الخميس.
ستستمر الظروف الحارة والجافة التي تزيد من خطر الحرائق حتى الجمعة، بحسب خبراء الأرصاد الجوية.
وأكد وزير الحماية المدنية فاسيليس كيكيلياس الأربعاء أن اليونان تمر بأسوأ صيف منذ بدء إصدار خرائط مخاطر الحرائق عام 2009.
وأضاف "إنه وضع غير مسبوق، وهذا ليس كلامًا مجازيًا".
وكشف المتحدث باسم إدارة الإطفاء اليونانية يانيس أرتوبيوس الأربعاء أن 60 إطفائيا أصيبوا أثناء إخماد الحرائق.
وأتت الحرائق على أكثر من 60 ألف هكتار في شمال اليونان وخمسة آلاف هكتار أخرى غرب أثينا، وفق تقديرات المرصد الوطني لحرائق الغابات الذي تديره جامعة أرسطو في تيسالونيكي.