اندلعت حرائق الغابات لعدة أيام، خاصة عبر الغابات الجبلية بمنطقة القبائل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وزادت الرياح من انتشارها.
قام مشيّعون بدفن 16 شخصا قضوا في حرائق الغابات التي اجتاحت شمال شرق الجزائر بعد تنظيم جنازة مهيبة للضحايا بقرية آيت أوصالح الصغيرة في بجاية، على بعد 250 كيلومترا شرق العاصمة الجزائر.
تعكف الجزائر حاليا على إحصاء تكاليف الخسائر التي اندلعت مؤخرا في مدن شمال شرق البلاد والتي أودت بحياة 34 شخصا على الأقل ودمرت عشرات المنازل وقلصت مساحات الغابات الشاسعة وحولتها إلى أراضٍ متفحمة.
اندلعت حرائق الغابات لعدة أيام، خاصة عبر الغابات الجبلية بمنطقة القبائل على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وزادت الرياح من انتشارها.
أحد أعضاء وحدة دعم الأطباء النفسانيين التي أُرسلت إلى منطقة الكارثة قال: "الكثير من السكان يعانون من الصدمة وهدفنا هو توفير الدعم المعنوي والرعاية النفسية".
وتسببت الحرائق في قطع المياة والكهرباء بمناطق واسعة، ورغم ذلك تكفلت السلطات بإيصال الإمدادات والمساعدات الغذائية، والحيوية للمنكوبين.
أحد المتطوعين بمركز الإمداد بالمساعدات بمدينة بجاية قال "نحن بحاجة للمساعدة ... كل المساعدة التي يمكن الحصول عليها، نحن بحاجة إلى ملابس وأغطية وأفرشة وجميع الأشياء من هذا القبيل".
وقال شهود عيان أكدوا مقتل 16 شخصا في قرية آيت أوصلاح الصغيرة أثناء محاولتهم الفرار من ألسنة اللهب. طاهر شيباني، الذي يبلغ من العمر 35 عامًا، فقد العديد من أفراد عائلته ومساحات كبيرة من مزرعته حيث أكد خلال مراسم تشييع الضحايا يوم الجمعة: "خسرنا 99 في المائة من أراضينا وتكبدنا خسائر بشرية كبيرة ... نحاول الوقوف على أقدامنا ...".
جودي زنود، الذي كان يُساعد في دفن أحد أفراد أسرته فقال: "كيف يمكنك أن تظل عاقلًا عندما يضيع الكثير من أفراد أسرتك في وقت واحد؟".
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بعث برسائل تعزية إلى أسر الضحايا، من بينهم 10 جنود قضوا بعد أن حاصرتهم النيران في ولاية بجاية.
مكتب المدعي العام في الجزائر أكد أن القضاء أمر باحتجاز 12 شخصا يُشتبه في تورطهم في إشعال العديد من الحرائق حيث يوجدون رهن الاعتقال المؤقت.
وزير الداخلية إبراهيم مراد أكد أنه في ذروة الكارثة، اندلع أكثر من 100 حريق في 17 محافظة، مما أدى إلى إجلاء أكثر من 1500 شخص. وقد تمّ حشد أكثر من 8 آلاف عنصر من عناصر الدفاع المدني و500 سيارة إطفاء واستئجار طوافات متعددة ن أجل إطفاء الحرائق.
وحسب وزير الداخلية، فقد تلقت السلطات المحلية تعليمات لتقييم الأضرار والخسائر و "التعرف على الضحايا لتعويضهم في أسرع وقت ممكن".
وعادة ما تشهد مناطق شمال وشرق الجزائر حرائق الغابات خلال فصل الصيف، لكنها تفاقمت بسبب موجات الحر بمنطقة البحر الأبيض المتوسط هذا العام.