حذّر "محامو الطوارئ" من "تفاقم الوضع" الإنساني في الجزيرة، مشيرين الى أن التضييق عليها بدأ منذ أيام.
أظهرت مشاهد مصورة نشرتها وسائل إعلام محلية، عناصر من قوات الدعم السريع في السودان، وهي تطلق القذائف الصاروخية نحو أهداف في العاصمة الخرطوم، وسط استمرار المعارك للأسبوع الثامن على التوالي.
وهزّ دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات جدران المنازل في الخرطوم الأربعاء مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس، متخوّفين من وقوع سكان في العاصمة السودانية تحت "حصار كامل".
وللأسبوع الثامن على التوالي، تتواصل المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مع تحذير منظمات الإغاثة من "أزمة إنسانية هائلة" في السودان.
وأفاد سكان في العاصمة بوقوع "اشتباكات بكل أنواع الأسلحة" في جنوب الخرطوم شملت منطقة الكلاكلة وشارع الهواء، متحدثين عن سماع "أصوات انفجارات اهتزت لها جدران المنازل".
وفي ضاحية بحري (شمال)، أفاد شهود عن نزول "العشرات" للاحتجاج على تواصل أعمال العنف من دون أي أفق للحلّ، وهتفوا ضد البرهان ودقلو المعروف بـ"حميدتي" ونعتوا كلّا منهما بـ"القاتل".
وفي وسط العاصمة، دقّ مدنيون وناشطون ناقوس الخطر بشأن وضع جزيرة توتي الواقعة عند ملتقى النيل الأبيض والأزرق، والتي يقدّر بأن عدد المقيمين فيها يتجاوز ثلاثين ألف نسمة.
وأوضح شهود أن قوات الدعم منعت سكان الجزيرة من عبور الجسر الوحيد الذي يربطها بالمدينة وحالت دون استخدامهم قوارب العبور إلى ضاحية بحري.
وقال محمد يوسف الذي يقطن في الجزيرة: "هذا حصار كامل. إذا استمر لأيام ستنفد المواد الغذائية من المتاجر".
وأضاف لفرانس برس: "أصبح من غير الممكن نقل أي مريض إلى مستشفى خارج الجزيرة" التي يخدمها مركز صحي صغير.
وحذّر "محامو الطوارئ" من "تفاقم الوضع" الإنساني في الجزيرة، مشيرين الى أن التضييق عليها بدأ منذ أيام.
وأوضحت المجموعة التي تشكلت خلال احتجاجات كانون الأول/ديسمبر 2018 ضد الرئيس السابق عمر البشير، أن قوات الدعم تمنع "خروج الحالات المرضية والحرجة والوصول للمستشفى"، وتقوم "بإطلاق النار على كل من يقترب من النيل" في محاولة لمغادرة الجزيرة.
وحذّرت في بيان من "تفاقم الوضع الانساني في توتي حيث نفدت المواد الغذائية والأدوية من الصيدليات والدقيق من المطاحن مما ينذر بكارثة إنسانية تتحمل عواقبها قوات الدعم السريع التي تحاصر المنطقة".
وأسفرت المعارك التي اندلعت في 15 نيسان/ أبريل، عن مقتل أكثر من 1800 شخص، وفق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها. إلا أن الأرقام الفعلية للضحايا قد تكون أعلى بكثير، بحسب وكالات إغاثة ومنظمات دولية.