"الشعب السوداني يعاني ولا يستحق هذ"، بهذه العبارة علق مواطن سوداني كان مسافرًا على متن حافلة من العاصمة الخرطوم باتجاه الحدود المصرية.
فمنذ اندلاع المعارك منتصف الشهر الحالي بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" المتحدرة من الجنجويد، نظمت الحكومات الأجنبية من مختلف أنحاء العالم رحلات برية وجوية وبحرية لإخراج آلاف الأشخاص من السودان، أما المواطنين فقد هربوا نحو البلدان المجاورة.
وقال أحد المواطنين السودانيين، ويُدعى أشرف: "أناشد البرهان وحميدتي أن ينهيا هذه الحرب اليوم، لأن الشعب السوداني يعاني وهو لا يستحق ذلك، أدعوكما إلى الجلوس حول طاولة المفاوضات وحل مشاكلكم، لأن ما يجري هو نزاعكما أنتما، والشعب السوداني غير معني به".
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 60% من المنشآت الصحية قد أغلقت في الخرطوم بسبب المعارك. وقال أطباء إن 14 مستشفى قد قصف، فيما خرجت 19 مؤسسة استشفائية اخرى عن نطاق الخدمة.
وفي اليوم الثاني من إعلان هدنة هشة، تحدث شهود عيان عن وقوع غارات جوية في شرق العاصمة الخرطوم، شرق النيل، حيث سمع دوي انفجار قوي في اتجاه مخيم لقوات شبه عسكرية وفيما كانت طائرات مقاتلة تحلق في سماء العاصمة، كانت قوات شبه عسكرية تطلق النار على المقاتلات.
من جانبه قال الجيش إنه سيرسل ممثلًا إلى جوبا عاصمة البلد المجاور جنوب السودان، من أجل إجراء محادثات مع قوات الدعم السريع، بمبادرة من مجموعة بلدان شرق اإفريقيا "إيغاد". وتهدف المحادثات إلى تمديد هدنة من 72 ساعة.
وقد دفعت حالة الفوضى بآلاف السودانيين إلى النزوح، كما عمقت من المعاناة الإنسانية للسودانيين. من جانبها قالت الأمم المتحدة إنها تلقت تقارير تفيد بوصول آلاف الأشخاص إلى إفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان.